أختلفوا حول ذبحي بالسكين أو قتلي بالرصاص _ شهادات لفارين من الحرب في السودان


 
جمال، محام سوداني، قام برحلة هروب قاسية من مدينة الجنينة في دارفور إلى تشاد المجاورة. وصل إلى الحدود التشادية حافي القدمين وملابسه ممزقة، بعد تعرضه للاعتقال والتهديد بالذبح ورؤيته لأطفال يقتلون بالرصاص. 

شهادة جمال واحدة من العديد من الشهادات التي رواها سودانيون عبر برنامج "للسودان سلام" الذي بثته بي بي سي عربي. مدينة الجنينة كانت أول المدن التي شهدت اندلاع القتال في الخامس عشر من أبريل | نيسان الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم.

إنه قرار صعب لجمال والآلاف من سكان الجنينة، الذين شهدوا انتشار العنف والفوضى بعد مقتل والي المدينة. هذا النزاع يشبه إلى حد كبير النزاع العرقي الذي عاشه إقليم دارفور في بداية الألفية. يعكس مثل هذا الوضع التحديات الأمنية الخطيرة التي يواجهها المدنيون ويضعهم في مواقف صعبة لاتخاذ قرارات بالرحيل من مدينتهم للحفاظ على حياتهم وسلامتهم.

ما يحكيه جمال عن مشاهدته لقتل الأطفال بالرصاص أمر مروع ومأساوي. يعتبر هذا النوع من الانتهاكات جرائم ضد الإنسانية ويجب أن يتم التحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها.

قوات الدعم السريع تنفي صلتها بالانتهاكات، ومن المهم أن يتم إجراء تحقيقات مستقلة وشفافة للتأكد من المسؤوليات.

قرار جمال ومن معه بالتوجه إلى الغابات والفرار إلى تشاد يعكس قسوة المواجهة التي يمر بها سكان الجنينة والرغبة في النجاة والبحث عن أمان في وجه العنف والفوضى. 


ما يصفه جمال هو مأساة حقيقية ومشهد مروع. تعرضت جماعته وغيرهم من المدنيين لهجوم وكمين قاتل أدى إلى مقتل العديد وجرح الآخرين، وتم أسرهم، مما ترك ذويهم في حزن وألم شديدين.

هذه الأوضاع الصادمة والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان تستدعي الاهتمام الدولي والمجتمع الدولي للتحقيق ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. يجب على الجميع العمل معًا لوقف العنف والمساعدة في توفير الحماية والدعم للمتضررين والنازحين.

مشاهد الأطفال الذين يعانون من العنف والإجرام لا يمكن تجاهلها، وعلينا جميعًا العمل لضمان حماية حقوق الإنسان والسلام في المنطقة ومنع تكرار مثل هذه الأحداث المأساوية.

إن ما واجهه جمال وغيره من النازحين خلال تلك التجربة القاسية كان مروعًا للغاية. تعكس معاناته الشخصية والتحديات التي واجهها بسبب وضعه الصحي الحرج والتمييز العرقي الذي تعرض له. إضافةً إلى معاناة الحرمان من ماء نظيف والإهانة التي تعرض لها من قبل المسلحين.

هذه المشاهد تبرز الضرورة الملحة لحماية المدنيين في المناطق المتأثرة بالنزاعات وتوفير الإغاثة الإنسانية الضرورية لهم. يجب أن يكون هناك التزام دولي قوي لوقف العنف وحماية حقوق الإنسان، بالإضافة إلى تقديم المساعدة الطبية والإنسانية للمحتاجين دون تمييز عرقي أو غيره.

ما يرويه المحامي السوداني جمال هو قصة مأساوية ومرعبة لتعرضه ورفاقه للتهديد بالقتل والاعتداءات العنيفة من قبل قوات الدعم السريع. توضح هذه القصة حجم العنف والتهديد الذي يواجهه المدنيون في مناطق النزاع، والظروف القاسية التي يواجهها النازحون أثناء رحلات هروبهم للبحث عن الأمان.

من الواضح أن المعاناة التي مروا بها جمال ورفاقه تركت أثراً عميقاً على صحتهم الجسدية والنفسية. يعكس تعليقه عن عدم قدرته على التمييز بين القوات التشادية وقوات الدعم السريع أثناء وصوله إلى تشاد ضرورة توفير التمييز والحماية للمدنيين المتضررين من النزاعات.

يحكي جمال عن تجربته في تشاد عن الإنسانية والتعاطف التي وجدها من قبل أهل تشاد وكيف قدموا له ولرفاقه الطعام والمساعدة. ومع ذلك، لا يمكن أن يحجب هذا الإنسانية حقيقة أن تشاد تواجه تحديات إنسانية كبيرة نتيجة تدفق عدد كبير من اللاجئين السودانيين.

التحذيرات الأممية بشأن الأوضاع في السودان تشير إلى خطر تحول الصراع في دارفور إلى صراع قبلي عرقي قد يتسبب في حرب أهلية. هذا يبرز الضرورة الملحة للعمل على تهدئة التوترات وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

الشهادات التي أدلى بها النازحون واللاجئون يجب أن تُسمع وتأخذ على محمل الجد، ويجب أن يكون هناك التزام دولي بالتحقيق في الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها. يجب أن يكون هدفنا النهائي هو إنهاء العنف وإعمار المناطق المتضررة وتوفير الحماية والمساعدة اللازمة للمتضررين لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

نازح سوداني، الذي فضل عدم ذكر اسمه، اتهم ميليشيات تابعة لقبائل عربية ومدعومة من قوات الدعم السريع بممارسة القتل الممنهج ونهب المنازل وشن "حرب إبادة جماعية عرقية" في مدينة الجنينة. لم يتسن لبي بي سي التأكد من صحة هذه الاتهامات من مصادر أخرى.

وفي سياق متصل، وصف النازح السوداني لبي بي سي تدهور الأوضاع في مدينة الجنينة بشدة، حيث انقطعت الكهرباء والمياه والإنترنت عن المدينة لمدة شهرين، مما زاد من معاناة السكان الذين واجهوا ظروفًا قاسية وصعوبات في الحصول على احتياجاتهم الأساسية. يشعر النازحون أنهم تحت رحمة الجنجويد وبحاجة ماسة للمساعدة والحماية لتحقيق الأمان والاستقرار.

نازح سوداني آخر صرح بمعاناة السكان الذين هاجروا من الجنينة إلى تشاد، حيث واجهوا تحديات عديدة. بعض القرى التي تخضع للقبائل العربية شهدت أعمال عنف واستفزازات عنصرية، بما في ذلك الاستهداف الجسدي للعاملين في المجال الإنساني. وقد أعانوا من قلة الموارد الأساسية، حيث فقدوا الوصول إلى الماء والشراب والطعام.

نازحة ثالثة، قسمة عبد الحفيظ، هربت أيضًا من الجنينة إلى تشاد وتحدثت عن الصعاب التي واجهتها وعن الأحداث المروعة التي شهدتها على يد الجنجويد.

هذه الشهادات تكشف عن حجم الأوضاع الإنسانية الصعبة والانتهاكات الجسيمة التي يعاني منها السكان في المنطقة المتضررة من النزاع. يجب أن يتم التحقيق في هذه الاتهامات وضمان حماية المدنيين وتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة لهم لتخفيف معاناتهم وتوفير الأمان والعدالة.


خلال الحصار الذي استمر لمدة 20 يومًا في الجنينة، تعرضت قسمة ورفاقها لظروف قاسية حيث منعوا من الخروج من مناطقهم وعانوا من نقص المياه والطعام والإمدادات الأساسية. خلال رحلتها إلى تشاد، تعرضوا لتفتيش ونهب أغراضهم في 15 نقطة تفتيش تابعة لقوات الدعم السريع.

كما أصبحت رحلة قسمة إلى تشاد تحمل عبئًا ماديًا إضافيًا حيث اضطرت لبيع حليها الذهبية لتأمين المصاريف. وبعد وصولها إلى تشاد، استمرت معاناتها حيث علمت بمقتل أخيها الأصغر على يد الجنجويد بسبب رفضه الانضمام لهم.

تشكو قسمت في المخيمات الموجودة في تشاد من انعدام الخدمات الأساسية، وتشتاق لوجود حمامات ومراكز صحية لتلبية احتياجاتهم الأساسية. هذه الشهادات تكشف عن المعاناة الهائلة التي يواجهها النازحون واللاجئون في ظل النزاعات والصراعات، وتبرز الحاجة الملحة لتوفير الحماية والدعم الإنساني لهم لتحسين ظروفهم المعيشية وتوفير الأمان والرعاية الصحية.

المصدر:  بي بي سي عربي

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال