مجزرة تل الزعتر... الوجه الآخر للحرب الأهلية اللبنانية
تل الزعتر... مجرد اسم مخيم صغير في شرق بيروت، لكن لما تحفر شوية في الذاكره الجماعيه، بتكتشف إنه بيمثل جرح غائر في تاريخ الشعب الفلسطيني واللبناني. مجزرة تل الزعتر مش مجرد حادثه دموية ضمن فوضى الحرب الاهلية اللبنانيه، لكنها كانت فصل دموي بيعكس حجم الوحشية والكره الطائفي والسياسي اللي غرق فيه لبنان من سنة 1975.
في المقال ده، هنتكلم عن خلفيات المجزرة، كيف بدأت، مين المتورطين، والنتائج الكارثية إللي حصلت. وكمان هنشوف ليه تل الزعتر لسه حي في ذاكرة الناس رغم مرور أكتر من 45 سنه.
تل الزعتر: مخيم اللاجئين الفلسطينيين
مخيم تل الزعتر تأسس في سنة 1949 عشان يحتضن اللاجئين الفلسطينيين اللي هربوا من قراهم بعد نكبة 1948. وكان المخيم موجود في منطقة شرقي بيروت، وتحديداً في منطقة ذات أغلبية مسيحية. وده خلّى المخيم يتحول على مدار السنين إلى نقطة توتر كبير بينه وبين الجماعات المسيحية المسلحة، خاصة مع تصاعد نفوذ منظمة التحرير الفلسطينيه.
قبل الحرب الاهليه، كان المخيم مكتظ بالناس، والظروف المعيشية كانت صعبة جدًا. مفيش كهرباء مستقره، والمياه نادره، والبنية التحتيه معدومه تقريبًا. لكن رغم كده، المخيم كان مليان حياة، أسواق ومدارس وأحلام ناس عايزين يرجعوا فلسطين يوم ما.
بداية الحرب الأهلية اللبنانية ودور منظمة التحرير
في سنة 1975، انفجرت الحرب الاهلية في لبنان، وبدأت الميليشيات المسيحية تشوف الوجود الفلسطيني المسلح كتهديد وجودي ليها. منظمة التحرير كانت متحالفة مع بعض الجماعات اليسارية اللبنانية، وده زوّد التوتر الطائفي والسياسي.
تل الزعتر كان بيمثل واحد من أهم معاقل الفصائل الفلسطينيه المسلحة في بيروت الشرقية، وده خلاه هدف واضح للكتائب اللبنانية وميليشيات الجبهة اللبنانية.
حصار تل الزعتر: الموت البطيء
بدأ الحصار فعليًا في بداية صيف 1976. تم قطع الكهرباء والمياه والمؤن عن المخيم، وكان القصف يومي وعشوائي. ماحدش كان آمن، لا شيوخ ولا أطفال ولا نساء. المستشفيات المؤقتة كانت بتنهار من كتر الجرحى، والأدوية نفدت، والموت كان بيدخل البيوت بدون استئذان.
الحصار دام أكتر من 52 يوم، وفي الوقت ده، المخيم اتحوّل لسجن كبير، الناس بتموت من العطش والجوع قبل القذائف حتى.
المجزرة: لحظة السقوط
في 12 أغسطس 1976، وبعد مفاوضات وهمية ومبادرات ما جابتش نتيجة، اقتحمت ميليشيات الكتائب اللبنانية ومسلحي جبهة النمر المخيم. اللي حصل بعدها كان جريمة إنسانية بكل المقاييس.
تقديرات عدد الضحايا بتختلف، بس معظم المصادر بتقول إن ما لا يقل عن 3,000 فلسطيني اتقتلوا في المجزرة. والمئات اختفوا بدون أثر. ومحدش اتحاكم أو اتحاسب... لحد النهارده.
الوجه الآخر للحرب: الكره الطائفي وغياب العدالة
اللي حصل في تل الزعتر ماكانش حادث عرضي، لكن كان جزء من مشروع واضح لطرد الفلسطينيين من بيروت الشرقية، وفرض سيطرة طائفية معينة. وده بيورينا الوجه القبيح للحرب الأهلية: لما السياسة والطائفية والدمج الديني يتحكموا في مصير الأبرياء.
والأسوأ من كده، إن مافيش عدالة اتحققت. كل اللي شاركوا في المجزرة بقوا بعد كده سياسيين معروفين أو قادة أحزاب، وكأنهم مافعلوش شيء.
تل الزعتر في ذاكرة الفلسطينيين واللبنانيين
رغم مرور السنين، تل الزعتر لسه رمز للمقاومة، وللظلم، وللقضية الفلسطينية نفسها. الأمهات اللي فقدوا أولادهم، واللي هربوا من المجزرة ومشوا على رجلهم لأيام، لسه بيحكوا القصه لأحفادهم.
وفي كل سنة، بتتجدد الذكرى، وبتفضل المجزرة محفورة في الوجدان الجمعي.
الخاتمة: لما تتحول السياسة لمحرقة
مجزرة تل الزعتر مش بس قصة عن دماء وأشلاء. هي حكاية مجتمع بالكامل اتعرض للإبادة وسط صمت عربي ودولي مخزي. وهي كمان شهادة على قد إيه الكره الطائفي ممكن يوصل بالبشر إلى أسوأ ما فيهم.
لازم نفضل نفتكر تل الزعتر، مش عشان نحقد، لكن عشان مانكررش نفس الغلطات. وعشان نفضل نحكي عن المجازر اللي حصلت، قبل ما تتحول لتواريخ منسية.
مقال مقترح للقراءة:
حادثة الباص في ضاحية بيروت… شرارة أشعلت 15 سنة من الحرب الأهلية اللبنانية
