إعفاء الدكتور علي يوسف من وزارة الخارجيه السودانيه.. ماذا حدث خلف الكواليس؟
في تطور لافت ومفاجئ للمراقبين والمتابعين للشأن السوداني، تم إعفاء الدكتور علي يوسف من منصبه كوزير لوزارة الخارجيه، في قرار صدر رسميًا من رئيس مجلس السياده الانتقالي، الفريق اول عبدالفتاح البرهان. القرار جاء بعد ساعات من تداول الأخبار حوله، حيث تناقلت مصادر موثوقه معلومات تؤكد ان الدكتور علي يوسف قد طلب إعفاءه بنفسه، وذلك بسبب تباينات في وجهات النظر بينه وبين الفريق أول شمس الدين كباشي، الذي يشرف على وزارة الخارجيه ضمن مهام المجلس السيادي.
خلفية قرار الإعفاء.. هل هو خلاف أم تنسيق؟
بحسب المعلومات المتوفرة، فإن الدكتور علي يوسف، الذي تولى الوزارة في فترة صعبه وحرجه تمر بها البلاد، لم يكن راضيًا عن بعض التوجيهات التي كانت تصدر من المجلس السيادي، وخاصة من الفريق كباشي، ما خلق حالة من التوتر الداخلي في إدارة العمل الدبلوماسي. يبدو أن الإختلاف لم يكن حول الأمور الشخصيه، بل في السياسات العامه للوزارة وطريقة التعاطي مع الملفات الإقليميه والدوليه.
وطلب الدكتور علي يوسف إعفاءه بطريقة راقيه ومحترمه، تعكس سلوكه الدبلوماسي المعروف به، حيث بعث برساله رسميه للمجلس السيادي، شكر فيها القيادة على الثقه التى أُعطيت له، مؤكداً أنه بذل كل ما في وسعه خلال فترة توليه الوزارة.
رسالة وزير الخارجية المُقال علي يوسف:
"أرجو أن أعرب للقيادة وعلى رأسها فخامة الرئيس الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عن تقديري وامتناني للثقة التي أولتني إياها لخدمة وطني العزيز. وقد تشرفت بتولي إدارة وزارة الخارجية في ظل تحديات متعاظمة، سددت وقاربت فيها، وبذلت وسعي وجهدي، ووجدت كل التعاون من منسوبي الوزارة الذين كانوا على الموعد بذلاً وعطاءً وتجرداً.
وأترجل اليوم وأنا راضٍ عمّا قدمت من أجل بلادي العزيزة، وسأظل جندياً وفياً لوطني. ووافر شكري وتقديري للزملاء الوزراء والمسؤولين الذين جمعني بهم التكليف، وامتدت بيننا مساحات التعاون والتشاور والتناصر.
ويمتد العرفان للإخوة والأخوات في وسائل الإعلام المختلفة، وممثلي المجتمع المدني وفعالياته المختلفة. والتحية والإجلال للشعب السوداني العظيم المعلم، والقوات المسلحة الباسلة، والقوات المساندة الجسورة التي دحرت العدوان وصنعت فجر النصر والبشارات وضمدت الجراح.
والمجد والخلود للشهداء الذين هم أكرم منا جميعاً، وكل التمنيات بأن ينعم السودان بالأمن والسلام والاستقرار، والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل."
من سيخلف الدكتور علي يوسف في الوزارة؟
حتى اللحظه، تم تكليف وكيل وزارة الخارجية الحالي بتصريف الأعمال مؤقتاً، وهو المرشح الأقوى لتولي الوزارة بشكل دائم. ومع ذلك، بدأت بعض الأسماء في الظهور في الكواليس، ومن أبرزهم السفير عمر صديق، سفير السودان الحالي لدى الصين، والذي يُنظر إليه كأحد الكفاءات الدبلوماسيه البارزه. يُعرف السفير عمر صديق بعلاقاته الواسعه وخبرته الطويله في إدارة العلاقات الخارجيه، مما يجعله خياراً منطقياً في هذه المرحله.
ماذا يعني هذا التغيير للسودان في المرحلة الحاليه؟
التغيير في وزارة الخارجية يأتي في وقت حساس، حيث تواجه البلاد تحديات أمنيه وسياسيه واقتصاديه كبيره. الدور الذي تلعبه وزارة الخارجيه لا يقل أهمية عن أية وزارة أخرى، بل ربما تكون الأكثر حساسيه لما لها من تأثير مباشر على صورة السودان خارجيًا، وعلاقاته بالدول والمنظمات الإقليميه والدوليه.
لذا، فإن وجود شخصية قوية على رأس الوزارة، تمتلك رؤيه واضحه وقدرة على التعامل مع تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي، أمر بالغ الأهمية في المرحله المقبله.
الخاتمه: شكر وتقدير، وتطلّع للمستقبل
الدكتور علي يوسف غادر الوزارة بهدوء الكبار، وترك خلفه سيرة طيبه وشهادة من زملائه بأنه أدى دوره بكل تفاني. التغيير في الحكومات أمر طبيعي، ولكن يبقى الأهم هو إستمرارية العمل الوطني، وحُسن إدارة المؤسسات، خاصة في مثل هذه الأوقات الحرجه من تاريخ السودان.
نأمل أن يواصل السودان مسيرته نحو الإستقرار، وأن تُساهم وزارة الخارجيه القادمة في فتح آفاق جديده للسودان في محيطه الإقليمي والعالمي.
