المعارك التي دارت في محيط مدينة الخوي، وفقاً لما أورده البيان، كانت من أعنـ.ـف المواجهات منذ اندلاع القـ.ـتال، حيث استخدمت فيها قوات القوة المشتركة تكتيكات عسكريه متقدمه وكمائن محكمه استطاعت من خلالها الإيقاع بقوات الدعم السريع وتكبـ.ـيدها خسـ.ـائر فادحة. ووفقاً للمعلومات الأولية، فإن عدد القـ.ـتلى من صفوف المليشيا المتمرده تجاوز الـ 800 قتـ.ـيل، بينهم مرتـ.ـزقة أجانب، ما يعكس وجود دعم خارجي لهذه القوات وهو ما لطالما حذرت منه قوى الكفاح المسلح سابقاً.
مشهد المعركه كما وصفه البيان كان مروعـ.ـاً، حيث تحولت أرض المواجهه إلى "مقـ.ـبره جماعـ.ـيه" للمليشيا، وتركت قوات الدعم السريع خلفها مئات الجثـ.ـث وآليات مدمـ.ـرة وغنائم عسكرية كبيره بلغت 80 سياره صالحه و43 سياره قتـ.ـاليه دُمـ.ـرت تماماً. هذه التفاصيل تشير إلى انتصار نوعي يغير معادلة الميدان لصالح حركات الكفاح المسلح، التي باتت اليوم تتقدم بثبات نحو تحقيق أهدافها في تحرير البلاد من قبضة التمرد والفوضى.
لكن ما يميز هذا البيان عن غيره من البيانات العسكريه، هو نبرته الإنسانيه أيضاً. فقد وجه المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركه العقيد أحمد حسين مصطفى نداءاً مباشراً إلى الشباب المغرر بهم ضمن صفوف الدعم السريع، داعياً إياهم للعوده إلى أهليهم وترك معركة وصفها بـ"الخاسره"، قائلاً إن الأمل لا يزال قائماً لمن أراد التراجع والرجوع إلى جادة الصواب، وهو نداء يحمل في طياته بعد وطني وإنساني، ويعكس وعياً سياسياً وعسكرياً في إدارة الصراع.
البيان لم يكتف بالحديث عن النصر فقط، بل حمل في داخله رؤية إستراتيجية تنظر إلى المستقبل، حيث أشار بوضوح إلى أن هذه الإنتصارات ما هي إلا "بداية النهاية" للتمرد، وبشاره بقدوم فجر جديد للسودان، فجر الحريه والكرامه والعداله. هذا النوع من الخطاب يعتبر جزءاً من الحرب النفسيه، ولكنه أيضاً يُظهر ثقه عاليه بالنفس ومستوى تنظيم متقدم لدى هذه القوات.
"عاش السودان حرًا أبيًا، النصر لقوات الشعب المسلحه وحركات الكفاح المسلح، الخزي والعار للمتمردين والمرتزقه"، ويؤكد على اصطفاف هذه القوات ضمن مشروع وطني واسع يعبر عن تطلعات الشعب السوداني في التحرر من المليشيات التي أفسدت الأمن والإستقرار في البلاد.
إن هذه التطورات تحمل معها تغييرات كبيره في المشهد العسكري والسياسي في السودان. فإذا ما استمرت القوة المشتركه لحركات الكفاح المسلح في تحقيق هذه الإنتصارات بنفس الوتيره، فقد نكون أمام تحول جذري في توازن القوى. فكل نصر ميداني هو رساله سياسيه، وكل مركبه عسكريه تُغنم أو تُدمـ.ـر، هي خساره في المعنويات والدعم والتمويل للطرف الآخر.
ختاماً ليس مجرد إعلان نصر، بل هو حدث سياسي وعسكري كبير يحمل في طياته بوادر تغيير حقيقي في موازين الحـ.ـرب، ويعزز الآمال في قرب إنتهاء مرحلة حالكه من تاريخ السودان الحديث، وبدء مرحلة جديده عنوانها الوطن أولاً، والمواطن فوق كل اعتبار.

