انقطاع الإنترنت في السودان: أداة حرب أم جريمة ضد الشعب
يشهد السودان حالة من الاضطراب منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع، وازدادت حدة الأزمة مؤخرًا مع انقطاع الإنترنت وخطوط شبكات الاتصال في العديد من المناطق، خاصةً في دارفور وكردفان وبعض مناطق السودان المختلفة.
مليشيات الدعم السريع تُمهل شركات الاتصالات 72 ساعة لإعادة الخدمة
أرسلت مليشيات الدعم السريع رسالة إلى إدارة شركات الاتصالات العاملة في السودان، تُمهلها 72 ساعة لإعادة تشغيل الاتصالات وشبكات الهاتف في مناطق دارفور وبعض أجزاء ولايات كردفان. وهددت المليشيات بقطع الإنترنت من السودان كافة إذا لم يتم الاستجابة لمطلبها.
قدرة الدعم السريع على تنفيذ وعيده
أفاد مهندس شبكات اتصالات يعمل في أحد المقسمات التي تتواجد في أماكن سيطرة مليشيات الدعم السريع المتمردة، أن المليشيات قادرة على تنفيذ وعيدها وابتزازها للشركات. وأوضح أن ذلك سيسبب خسائر مادية ومعنوية باهظة للشركات، تشمل:
1- تعطل التواصل
يُعدّ انقطاع الاتصالات عائقًا أمام التواصل بين الأفراد والعائلات، ويُعيق الأنشطة الاقتصادية والتعليمية.
2- تعطل التطبيقات البنكية
يُؤثّر انقطاع الإنترنت على عمل التطبيقات البنكية، مثل بنكك والحوالات بين الأفراد والمصارف.
3- تعطل غرفة المقاصة الإلكترونية
يُؤثّر انقطاع الإنترنت على عمل غرفة المقاصة الإلكترونية بين البنك المركزي وبقية المصارف والمنظومة البنكية.
لا حلول في الأفق
عند سؤاله عن الحل المقترح للخروج من هذه المعضلة، أفاد المهندس أنه لا يوجد حل للأسف إلا بالاستجابة لمطلب الدعم السريع وابتزازهم بتشغيل الشبكات في المناطق التي تشهد عمليات عسكرية، وهو ما يرفضه الجيش من ناحية أخرى.
الآثار الكارثية لانقطاع الإنترنت
يُعد انقطاع الإنترنت في السودان جريمة ضد الشعب، حيث يُحرمه من حقّه في التواصل والوصول إلى المعلومات، ويُعيق الأنشطة الاقتصادية والتعليمية، ويُفاقم من الأزمة الإنسانية في البلاد.
ضرورة الضغط على المليشيا لإعادة الخدمة
يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الضغط على جميع الأطراف في السودان، خاصةً مليشيات الدعم السريع، لإعادة خدمة الإنترنت وخطوط شبكات الاتصال في جميع أنحاء البلاد.
الخلاصة انقطاع الإنترنت في السودان هو أداة حرب تُستخدم ضد الشعب، ويجب على جميع الأطراف المعنية العمل على إعادة الخدمة في أقرب وقت ممكن.
تاريخ الصراع بين الجيش ومليشيات الدعم السريع
يشهد السودان حالة من الاضطراب منذ اندلاع حرب بين الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع، وازدادت حدة الأزمة مؤخرًا مع تصاعد حدة المواجهات بين الطرفين في العديد من المناطق، خاصةً في دارفور وكردفان. فما هي جذور هذا الصراع؟ وما هي مراحله الرئيسية؟ وما هي آثاره على السودان؟
نشأة مليشيات الدعم السريع
1. تأسست مليشيات الدعم السريع في عام 2013 من قبل محمد حمدان دقلو "حميدتي" كقوة شبه عسكرية تابعة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني.
2. لعبت مليشيات الدعم السريع دورًا هامًا في قمع الاحتجاجات الشعبية التي أدت إلى الإطاحة بنظام عمر البشير في عام 2019.
3. ازداد التوتر بين الجيش ومليشيات الدعم السريع وبعض الأحزاب بعد إستقالة دكتور عبد الله حمدوك من منصبه كرئيس لمجلس الوزراء في عام 2021.
4. اندلعت المواجهات المسلحة بين الجيش ومليشيات الدعم السريع في عام 15 أبريل 2023 في العديد من المناطق، خاصةً في ولاية الخرطوم ودارفور وكردفان.
أبرز العوامل التي تُفاقم الأزمة الإنسانية
تسبب الصراع في أزمة إنسانية خطيرة في السودان، حيث نزح مئات الآلاف من الأشخاص من منازلهم
1- فاقم الصراع من الأزمة الاقتصادية في السودان، حيث تراجعت العملة الوطنية وارتفعت أسعار المواد الغذائية.
2- أدى الصراع إلى تفاقم الأزمة السياسية في السودان، حيث تعرقلت العملية الانتقالية وازدادت حدة الانقسامات بين مختلف الأطراف.
من الصعب التنبؤ بمستقبل الصراع بين الجيش ومليشيات الدعم السريع، حيث تعتمد على العديد من العوامل، أهمها:
قدرة المجتمع الدولي على الضغط على الطرف الأخير
يلعب المجتمع الدولي دورًا هامًا في الضغط على الأطراف المتصارعة للوصول إلى حل سلمي للصراع.
دعم عملية الانتقال الديمقراطي
يمكن للمجتمع الدولي دعم عملية الانتقال الديمقراطي في السودان من خلال تقديم المساعدة في إجراء الانتخابات وتطوير المؤسسات الديمقراطية.
قدرة القوى السياسية على التوصل إلى اتفاق سياسي
يعتمد حل الصراع على قدرة القوى السياسية على التوصل إلى اتفاق سياسي شامل يُفضي إلى إصلاح المؤسسات الأمنية والعسكرية في السودان.
يُعد الصراع بين الجيش ومليشيات الدعم السريع تهديدًا خطيرًا لمستقبل السودان.
الوضع الإنساني في السودان: بين الصراعات والأزمات
يعاني السودان من أزمة إنسانية متفاقمة، حيث يواجه الملايين من السودانيين نقصًا حادًا في الغذاء والدواء والمأوى، وذلك بسبب الصراعات المسلحة والأزمات الاقتصادية والسياسية التي تشهدها البلاد.
آثار الأزمة الإنسانية نقص الغذاء والدواء
يُعاني ملايين السودانيين من نقص حاد في الغذاء والدواء، خاصةً في المناطق المتضررة من الصراعات المسلحة.
انتشار الأمراض تُؤدّي الأزمة الإنسانية إلى انتشار الأمراض المعدية، مثل الكوليرا والملاريا، بسبب نقص المياه النظيفة والصرف الصحي.
تعطل التعليم يُضطر العديد من الأطفال إلى ترك الدراسة بسبب الأزمة الإنسانية، خاصةً في المناطق المتضررة من الصراعات المسلحة.
جهود التخفيف من حدة الأزمة بالمساعدات الإنسانية
تُقدم المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية مساعدات إنسانية للمتضررين من الأزمة الإنسانية في السودان.
المبادرات الحكومية
تُنفذ الحكومة السودانية بعض المبادرات للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية، مثل توفير المواد الغذائية الأساسية للمواطنين.
التحديات التي تواجه الجهود الإنسانية
الصراعات المسلحة
تُعيق الصراعات المسلحة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
نقص التمويل
تُعاني المنظمات الإنسانية من نقص التمويل اللازم لتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الأزمة.
يُعد الوضع الإنساني في السودان كارثيًا، ويحتاج إلى تضافر جهود جميع الأطراف، من حكومة ومنظمات إنسانية ومجتمع دولي، لمعالجة هذه الأزمة وتوفير المساعدات للمتضررين.
#انقطاع_الإنترنت #السودان #الدعم_السريع #الجيش #الحرب #أزمة_إنسانية #حقوق_الإنسان