الفرقة الرابعة مشاة الدمازين تحكم قبضتها على موقع السيلك ومقجة.. انتصارات متتالية ضد مليشيا الدعم السريع في النيل الأزرق وسنار.
في تطور ميداني جديد، تمكنت الفرقة الرابعة مشاة بمدينة الدمازين التابعة للجيش السوداني، من فرض سيطرتها الكاملة على موقعي السيلك وأحمر السيلك، بعد معارك ضارية خاضتها ضد فلول مليشيات الدعم السريع الهاربة من جبهات القتال في ولايتي سنار والجزيرة.
وبحسب المكتب الإعلامي لقيادة الفرقة الرابعة، فإن القوات السودانية تمكنت من تطهير منطقة مقجة بمحافظة باو بالنيل الأزرق من قبضة مليشيا آل دقلو، التي وصفتها القيادة بـ"المليشيات الإرهابية والخائنة والمرتزقة". هذا التقدم الميداني يعتبر ضربة قوية في خاصرة مليشيا الدعم السريع، التي باتت تعاني من التشتت والفرار العشوائي بعد خسائرها المتكررة.
السيلك وأحمر السيلك.. ما أهمية هذين الموقعين؟
من الناحية الجغرافية والعسكرية، منطقة السيلك وأحمر السيلك تُعتبر من المواقع ذات الطبيعة الوعرة والممرات الإستراتيجية في ولاية النيل الأزرق، وهي مناطق كانت تستخدمها المليشيا كنقاط تجمع وتحرك خلفي بعد فرارها من ولايتي الجزيرة وسنار.
السيطرة على هذه المناطق تعني قطع خطوط الإمداد والفرار بالنسبة للمليشيا، وتحقيق تقدم ميداني كبير يعزز من موقف الجيش في معارك النيل الأزرق المتواصلة. كما أن هذه السيطرة تفتح المجال أمام وحدات الجيش للتقدم نحو مناطق جديدة وشن عمليات تمشيط واسعة في الغابات والمناطق الجبلية التي قد تختبئ فيها بعض فلول المرتزقة.
الفرقة الرابعة مشاة.. أسود النيل الأزرق
من المعروف أن الفرقة الرابعة مشاة الدمازين تُعد من أشرس وأكفأ التشكيلات الميدانية التابعة للجيش السوداني، وقد خاضت هذه الفرقة معارك شرسة منذ اندلاع التمرد المسلح الذي قادته مليشيات الدعم السريع في أبريل 2023. وقدمت الفرقة تضحيات كبيرة وحققت انتصارات لافتة في ولاية النيل الأزرق خاصة، مما جعلها محل ثقة القيادة العامة والشارع السوداني بشكل عام.
جنود الفرقة يُعرفون بانضباطهم العالي وروحهم القتالية، ويُطلق عليهم سكان النيل الأزرق لقب "أسود الجبال" نظراً لما أظهروه من بسالة وشجاعة في تحرير المناطق واحدة تلو الأخرى، وآخرها منطقتي السيلك ومقجة.
تحرير مقجة.. ضربة قاصمة للمليشيا
العملية العسكرية التي جرت في منطقة مقجة بمحافظة باو لم تكن مجرد معركة عادية، بل كانت ضربة استراتيجية مؤلمة للمليشيا. فمقجة كانت تعتبر نقطة تمركز محورية لفلول الدعم السريع الهاربة، وكانوا يستخدمونها لتجميع المرتزقة القادمين من أطراف الحدود.
بفضل التخطيط المحكم والتنسيق العالي بين وحدات الفرقة الرابعة، تم تنفيذ عملية مباغتة أدت إلى تحرير المنطقة بالكامل، وفرار عناصر المليشيا إلى الغابات والجبال، تاركين وراءهم كميات من العتاد والأسلحة.
أين تتجه المعارك القادمة؟
بعد هذه الانتصارات المهمة، من المرجح أن تتجه أنظار قيادة الجيش في النيل الأزرق نحو التمشيط الكامل للأحراش والمناطق الحدودية لنيل الأزرق. حيث لا تزال بعض الجيوب المتمردة تنشط في تلك المناطق، وتحاول بين الحين والآخر شن هجمات خاطفة على مواقع الجيش أو المواطنين.
النجاحات العسكرية الأخيرة تعزز من قدرة الجيش على استكمال تطهير الولاية بالكامل، وهو ما يؤكده بيان قيادة الفرقة الرابعة الذي شدد على أن "العمليات مستمرة حتى يتم تطهير كل شبر من أرض الوطن من دنس المرتزقة والعملاء".
دعم شعبي واسع للجيش
ما يميز معارك النيل الأزرق هو الدعم الشعبي الكبير الذي تلقاه القوات المسلحة، خاصة من سكان المناطق المحررة الذين خرجوا لاستقبال الجنود بالزغاريد والدموع، معبرين عن فرحتهم بالخلاص من بطش المليشيا.
هذا التلاحم الشعبي العسكري هو أحد أهم عوامل النصر في هذه الحرب، وقد ساعد على توفير معلومات استخباراتية دقيقة حول تحركات المليشيا، مما سهّل كثيراً من مهام التحرير والسيطرة.
خلاصة
يمكن القول إن تحرير السيلك وأحمر السيلك ومقجة يمثل نقطة تحول مفصلية في معركة الجيش السوداني ضد مليشيا الدعم السريع في إقليم النيل الأزرق. ومع تواصل العمليات الميدانية، يبدو أن الفرقة الرابعة مشاة الدمازين عازمة على استعادة كل شبر من أرض الوطن، مهما طال الزمن أو غلت التضحيات.
#الجيش_السوداني #الفرقة_الرابعة #الدمازين #النيل_الأزرق #مليشيا_الدعم_السريع #السيلك #مقجة #تحرير_الوطن