![]() |
| صورة أرشيفية لمنظومة FM-90 |
كشفت مصادر عسكرية رفيعة المستوى عن خطوة استراتيجية كبيرة اتخذها الجيش السوداني مؤخراً، حيث استقبلت مدينة بورتسودان منظومة دفاع جوي حديثة مخصصة للتصدي للطائرات المسيّرة. هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز قدرات الدفاع الجوي للبلاد، وسط تحديات إقليمية وأمنية متزايدة في المنطقة.
تفاصيل الدعم العسكري.. شحنات من روسيا وتركيا
بحسب برامج تتبع حركة الطيران، تم رصد وصول طائرات شحن عسكرية قادمة من روسيا وتركيا إلى مطار بورتسودان خلال أيام متتالية. هذة الرحلات المكثفة تعكس بوضوح حجم الدعم التسليحي الذي يحصل عليه الجيش السوداني في الوقت الحالي، وهو دعم لم يعد مجرد تكهنات، بل حقائق موثقة بالأدلة الميدانية.
المصادر أكدت أن الجيش السوداني لا يكتفي باستلام دفعة واحدة، بل هناك جدول زمني لاستلام المزيد من الأسلحة والمنظومات الدفاعية خلال الأيام والأسابيع القادمة. هذه الخطوات توحي بأن القيادة العسكرية تسعى إلى إحداث نقلة نوعية في قدرات الجيش الجوية والدفاعية.
تعرف على منظومة FM-90.. درع السماء الجديد
ضمن الأسلحة الجديدة التي دخلت الخدمة، برزت منظومة الدفاع الجوي FM-90، وهي نسخة مطورة من النظام الصيني الشهير HQ-7B. تعتبر هذه المنظومة واحدة من أفضل الحلول الدفاعية قصيرة المدى، وتتميز بقدرتها العالية على التعامل مع الأهداف الجوية التي تحلق على ارتفاعات منخفضة ومنخفضة جداً.
مميزات منظومة FM-90:
مدى قصير لكنه قاتل: مناسب جداً لحماية المواقع الحيوية وساحات المعارك من الغارات الجوية السريعة.
قدرة عالية على التصدي للطائرات المسيرة: وهو التحدي الأكبر حالياً في ساحات القتال الحديثة.
يعمل في جميع الأحوال الجوية: سواء كانت الأمطار غزيرة أو في ظل ظروف الغبار والرؤية المنخفضة.
اعتراض الصواريخ الذكية: يمكنه تدمير صواريخ كروز والصواريخ جو-أرض والصواريخ المضادة للإشعاع بكفاءة.
التعامل مع مختلف أنواع الطائرات: مثل القاذفات المقاتلة والطائرات الهجومية والمروحيات المسلحة والطائرات بدون طيار.
هذه المنظومة، بإمكانياتها المتميزة، تضيف للجيش السوداني قوة دفاعية إضافية كانت البلاد بحاجة ماسة لها في ظل التهديدات الأمنية المتزايدة.
لماذا التركيز على الطائرات المسيرة؟
شهد العالم خلال السنوات الأخيرة تحولاً في طبيعة الحروب، وأصبحت الطائرات المسيرة (الدرونز) أحد أخطر أدوات الحرب الحديثة. فهي صغيرة الحجم، منخفضة التكلفة، وقادرة على تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف استراتيجية.
لذلك، أصبح امتلاك منظومات قادرة على رصد وتدمير هذه الطائرات قبل وصولها إلى أهدافها أمر حيوي جداً. وهنا تأتي أهمية منظومة FM-90 التي تستطيع التعامل مع هذه الأخطار قبل فوات الأوان.
تعزيز السيادة الوطنية وحماية المصالح الحيوية
تعزيز قدرات الدفاع الجوي لا يعني فقط تأمين مواقع عسكرية، بل يمتد إلى حماية المنشآت الحيوية مثل الموانئ والمطارات ومحطات الطاقة والمرافق الاستراتيجية. وبما أن بورتسودان أصبحت الآن العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، فإن تأمينها يعتبر أولوية قصوى للجيش السوداني.
منظومات الدفاع الجديدة ستعزز أيضاً من قدرة السودان على فرض سيادته الجوية فوق أراضيه، وردع أي محاولات اختراق من أي جهة كانت، خصوصاً في ظل التوترات الإقليمية والتدخلات الخارجية.
ماذا بعد؟
بحسب مصادر مطلعة، فإن عملية تحديث وتسليح الجيش السوداني لن تتوقف عند منظومة FM-90 فقط. بل هناك خطط لاستلام المزيد من الأسلحة الاستراتيجية، تشمل طائرات مقاتلة وأنظمة رادار متقدمة وأنظمة حرب إلكترونية.
هذه التطورات تعطي إشارات واضحة أن السودان يتجه نحو بناء جيش قوي وحديث، قادر على مواجهة تحديات العصر وحماية أمنه القومي بكفاءة عالية.
في الختام، يمكن القول أن وصول منظومات الدفاع الجوي الحديثة إلى بورتسودان يمثل خطوة جبارة في طريق تحديث الجيش السوداني. هذه التحركات المدروسة تضع السودان في موقع أفضل لمواجهة التحديات الأمنية المستقبلية، وتعزز من قوته الدفاعية بشكل ملحوظ.
يبقى أن نتابع الأيام المقبلة وما ستحمله من تطورات جديدة على صعيد تحديث القوات المسلحة السودانية، في وقتٍ تتغير فيه معادلات القوة الإقليمية بسرعة كبيرة.
