في تصاعد متبادل، قام السودان بطرد 4 دبلوماسيين تشاديين معاملةً بالمثل
تقرير: أ/ أدريس أيات
لماذا يذكرنا الأحداث الراهنة بفترة 2005-2010، أسوأ مراحل العلاقة بين الجارتين، وما علاقة ذلك باتفاقية الدوحة للسلام لعام 2010 بين السودان وتشاد؟
اليوم، أصدرت الحكومة السودانية قرارًا بطرد أربعة دبلوماسيين تابعين للسفارة التشادية، وذلك كرد فعل على إجراء مشابه اتخذته تشاد مؤخرًا. حسب تصريح مسؤول في الخارجية السودانية، شمل القرار كلًا من المستشار الأول بالسفارة التشادية، الملحق العسكري، القنصل، ونائبه.
أوضح المسؤول أن هذه الخطوة جاءت بعد رفض السودان لطلب تشاد بالاعتذار عن تصريحات صدرت من نائب رئيس هيئة الأركان السودانية، الفريق أول ياسر العطا. وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الخارجية التشادية كانت قد أبلغت السفارة السودانية في نجامينا بقرارها تصنيف أربعة دبلوماسيين سودانيين كأشخاص غير مرغوب فيهم، مانحةً إياهم مهلة 72 ساعة لمغادرة الأراضي التشادية.
آخر توتّر بين البلدين
آخر مرة توترت فيها العلاقات بين تشاد والسودان كانت في الفترة ما بين عامي 2005 و2010 تقريبًا، حينما دعم كل طرف المتمردين في الدولة الأخرى، ما أدى إلى سلسلة من النزاعات والتوترات الحدودية.
خلال الفترة بين 2005 و2010، شهدت العلاقات بين تشاد والسودان توترات كبيرة، مع وجود أدلة على دعم كل طرف لمتمردي الطرف الآخر.
- دعم تشاد لمتمردي دارفور: حكومة تشاد بقيادة الرئيس إدريس ديبي اتهمت بتقديم الدعم لمتمردي دارفور في السودان، ولا سيما حركة العدل والمساواة مع زعيمها خليل إبراهيم وحركات أخرى. كان هذا الدعم يشمل التمويل، الأسلحة، وحتى الملاذ الآمن داخل الأراضي التشادية.
- دعم السودان لمتمردي تشاد: في المقابل، قدم السودان الدعم لمتمردين تشاديين، بما في ذلك الحركة من أجل الديمقراطية في تشاد (MDJT) ومختلف الجماعات المسلحة الأخرى التي كانت تعمل ضد حكومة ديبي.
هذا الدعم المتبادل أدى إلى سلسلة من النزاعات الحدودية والتوترات السياسية بين البلدين، مما أثر بشكل كبير على الاستقرار الإقليمي.
اتفاقية الدوحة للسلام
لكن في عام 2010، وقع البلدان اتفاقية الدوحة للسلام، بين ممثلين عن الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة بحضور أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس السوداني عمر البشير ورئيس تشاد إدريس ديبي ورئيس إريتريا أسياس أفورقي، التي أدت إلى تحسين العلاقات بشكل كبير.
بخصوص اتفاقية الدوحة للسلام
- تم توقيع اتفاقية الدوحة للسلام بين تشاد والسودان في فبراير 2010.
- هذه الاتفاقية جاءت بعد سلسلة من المحاولات السابقة لتحسين العلاقات، بما في ذلك اتفاق الرياض لعام 2006 واتفاق سرت لعام 2007.
- أهم بنود الاتفاقية تضمنت وقف الدعم للمتمردين من قبل كل طرف، والالتزام بمراقبة الحدود المشتركة لمنع تسلل المتمردين.
- كما تضمنت الاتفاقية تعهد البلدين بعدم استخدام القوة ضد بعضهما البعض والعمل على تعزيز التعاون في مجالات الأمن والتجارة.
- اتفاقية الدوحة للسلام لعبت دورًا مهمًا في تخفيف التوترات وأسست لفترة من الاستقرار النسبي في العلاقات بين الدولتين.
حتى الاتّهام الأخير من الفريق أول ياسر العطا، بتسهيل فاسدين مرتشين من القيادة التشادية مطار أم جرس، ومطار إنجامينا بتمويل إماراتي لقوات الدعم السريع".
في ظل الظروف الحالية، يمكن أن تتجه الأمور بين السودان وتشاد إلى عدة سيناريوهات.
- في السياق الأكثر تفاؤلًا، يمكن أن تسعى الدولتان إلى حل الخلافات الدبلوماسية الحالية من خلال الحوار والتفاوض، مما يؤدي إلى تجنب تصعيد التوترات.
- ومع ذلك، إذا استمرت الخلافات وتصاعدت، فقد يؤدي ذلك إلى توترات متزايدة وربما تأثيرات سلبية على الاستقرار الإقليمي، بعودة كل طرفٍ لدعم متمردي الطرف الآخر علنًا على غرار فترة 2005-2010.
من الأهمية بمكان أن تنخرط الأطراف الدولية والإقليمية لتسهيل الحوار والتوسط لتخفيف حدة التوترات. يجب أن تُعالج القضايا الأساسية التي تسبب التوتر بطريقة بناءة تضمن الاستقرار والسلام في المنطقة، وضمان ألاّ يسهّل أي طرف تسليح متمردي الطرف الآخر.
هل برأيكم تتجه العلاقات إلى حلحلة أو تصعيد متواصل؟ وإذا كان ثمة وساطة، فمن هو الطرف الثالث المرشّح هذه المرة؟
التسميات
اخبار السودان