القوات المسلحة تصد الهجوم رقم 207 على الفاشر وتحقق انتصار باهر وسط خسائر فادحه للدعم السريع
شهدت مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، مساء أمس واحداً من أشرس الهجمات التي شنتها مليشيا الدعم السريع المتمردة على المدينة. حيث أعلنت الفرقة السادسة مشاة بالفاشر، اليوم السبت، عن صدها للهجوم رقم (207) بكل بسالة، مؤكدة تحقيق إنتصار ساحق أذهل الجميع، رغم كثافة الهجوم وضراوته.
تفاصيل الهجوم الكبير على مدينة الفاشر
بحسب البيان الصحفي الصادر عن قيادة الفرقة السادسة، بدأت المعارك حوالى الساعة التاسعة مساءً، حيث هاجمت قوات الدعم السريع المدينة عبر ثلاثة محاور رئيسية. أبرزها المحور الشمالي الشرقي، الذي شهد معارك طاحنة أسفرت عن تحييد قائد القوة المهاجمة وقتل قائده الثاني المدعو "عقيد خلا موسى حميدان برشم"، وهو يعتبر من أخطر قادة المليشيا المتمردة في المنطقة.
الهجوم استمر حتى الساعة الحادية عشر ليلًا، وسط استخدام مكثف لمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وكانت القوة المهاجمة مدعومة بـ 60 مركبة قتالية وقرابة 700 عنصر من المليشيا.
الخسائر الكبيرة وسط المليشيا وفرارهم خارج المدينة
رغم الهجوم العنيف والمنظم، إلا أن القوات المسلحة السودانية أظهرت جاهزية تامة، وردت بقوة مزلزلة على المعتدين. حيث أكدت قيادة الفرقة مقتل أكثر من 70 عنصر من قوات الدعم السريع، وإصابة 30 آخرين إصابات متفاوتة، فيما فرّ 47 فرداً منهم هاربين نحو معسكر زمزم ومناطق أخرى خارج مدينة الفاشر.
فرار هؤلاء المقاتلين ترك ورائه كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات التي تم الإستيلاء عليها بواسطة الجيش، في مشهد يدل على الانهيار الكبير الذي أصاب صفوف الدعم السريع بعد فشل خطتهم للإستيلاء على المدينة.
الجاهزية الكاملة للجيش السوداني في الفاشر
وأوضحت الفرقة السادسة مشاة في بيانها، أن قوات الجيش السوداني كانت على أهبة الإستعداد، وتمتعت بيقظة عالية جعلتها تتصدى للهجوم الليلي بشكل مثالي. وأشارت إلى أن الدعم السريع كان يراهن على مفاجأة القوات المسلحة تحت جنح الظلام، غير أن المفاجأة كانت عكسية، حيث اصطدموا بجنود ثابتين ومرابطين أقسموا على حماية أرضهم حتى آخر رمق.
وأطلقت الفرقة السادسة توصيفاً معبراً على مدينة الفاشر، واصفةً إياها بأنها "آداب العاصي"، في إشارة إلى المكانة العالية للمدينة، واستحالة السماح لأي قوى متمردة بالاقتراب منها أو العبث بأمنها.
لماذا فشل الدعم السريع في تحقيق أهدافه؟
عدة أسباب ساهمت في فشل هذا الهجوم الكبير، أبرزها:
الجهوزية العالية للجيش السوداني وتمركزه الجيد في محاور المدينة الرئيسية.
الإستطلاع المسبق لتحركات العدو مما جعل القوات تتوقع مكان وزمان الهجوم بدقة.
التكتيكات الدفاعية المحكمة التي استخدمها الجيش، والتي أربكت المهاجمين وأفشلت خططهم.
ضعف الروح المعنوية وسط مقاتلي الدعم السريع، خاصة مع توالي الهزائم في الفاشر ومحيطها.
كما أن إصرار أهالي الفاشر وقواتهم النظامية على حماية مدينتهم كان له دور معنوي كبير في تعزيز صمود القوات المسلحة في وجه الغزاة.
ماذا تعني هذه المعركة لمستقبل الفاشر؟
معركة الأمس تحمل دلالات عميقة، أهمها أن مدينة الفاشر عصية على السقوط، وأن محاولات مليشيا الدعم السريع للسيطرة عليها ستبوء بالفشل دائمًا، طالما بقيت القوات المسلحة السودانية وشعبها يدًا واحدة.
وهي رسالة واضحة أيضاً لكل من يحاول المساس بأمن وسلامة دارفور عموماً، أن الثمن سيكون باهظ جداً.
ختاماً، يمكننا القول أن معركة صد الهجوم رقم 207 على مدينة الفاشر تُعد علامة فارقة في مسيرة الدفاع عن المدينة. انتصار الجيش السوداني بهذه الطريقة البطولية يثبت أن الإيمان بالقضية الوطنية والإنتماء للأرض هما السلاح الحقيقي في وجه كل معتدي.
ومهما حاولت المليشيات المتمردة بث الرعب والفوضى، فإن صلابة الجيش السوداني وشجاعة رجاله ستحطم كل المؤامرات والأحلام المريضة.
