![]() |
“غسل الدم بالذهب” — حملة إماراتية منظمة لتبييض السمعة على حساب السودان
الخرطوم - مصادر خاصة
وفقًا لتسريبات حصلت عليها مصادر موثوقة من داخل دائرة الإعلام الاستراتيجي التابعة لطحنون بن زايد، أطلق النظام الحاكم في أبوظبي حملة إعلامية ممنهجة تهدف إلى تحسين صورة الإمارات إقليميًا ودوليًا، بعد تصاعد موجات الرفض الشعبي لدورها في ملفات عدة، وعلى رأسها الأزمة السودانية.
هذه الحملة التي تُدار من داخل "غرفة إدارة الأزمات" في أبوظبي، توظف إمكانات مالية وإعلامية ضخمة، وتستهدف إعادة تشكيل الوعي العام حول الدور الإماراتي، من خلال استراتيجيات دعائية متقدمة يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
أولًا: إعادة تدوير سردية "الإمارات أياديها بيضاء"
- بث تقارير مكثفة حول ما تصفه بـ"الجهود الإنسانية الإماراتية" في مناطق الصراع، خصوصًا في إفريقيا وقطاع غزة.
- تسويق خطاب دفاعي يوحي بأن الهجوم على الإمارات ناتج عن "الغيرة من نجاحها"، مستخدمين عبارات من قبيل: "كل ذي نعمة محسود".
- تكرار رسائل تتعلق بالعمل الخيري، محاولةً للتغطية على الأدوار العسكرية والأمنية المثيرة للجدل.
ثانيًا: تحسين صورة مليشيا الدعم السريع
- إنتاج ونشر محتوى يُظهر عناصر من قوات الدعم السريع يتحدثون عن الوطنية، والثورة، ودعم القضية الفلسطينية، في محاولة لربطهم برموز إيجابية لدى الشارع العربي.
- تصوير عمليات "انضمام متطوعين جدد" لخلق انطباع بأن الدعم السريع يحظى بقبول شعبي داخلي، ما يُبعد الشبهات عن دعم خارجي.
- استقطاب شخصيات سودانية من داخل وخارج السودان لتسجيل شهادات إعلامية تروّج للسردية الإماراتية وتُعرض باعتبارها "آراء شعبية مستقلة".
ثالثًا: تجنيد مؤثرين وإعلاميين عرب وخليجيين
- توجيه مباشر لعدد من المؤثرين المعروفين عبر شبكات العلاقات الإعلامية الإماراتية لإطلاق تغريدات ومقاطع تُجمّل صورة أبوظبي وتهاجم من يوجّه لها النقد.
- اللافت أن بعض الأسماء المشاركة في هذه الحملة كانت تُعتبر في السابق "محايدة" أو حتى منتقدة، مما يعكس حجم الضغط أو الإغراءات المستخدمة.
رابعًا: تحسين السمعة أمام الغرب عبر اللوبيات والدبلوماسية
- التنسيق مع أطراف بريطانية فاعلة - بعضها مرتبط باللوبي الصهيوني - لترويج صورة الإمارات كـ"وسيط سلام" في السودان.
- دعم تحركات دبلوماسية تُقصي الجيش السوداني وممثلي الحكومة من المشهد الدولي، مقابل دعوة ممثلي الدعم السريع والإمارات إلى مفاوضات تسوية.
- التعاقد مع مكاتب علاقات عامة في لندن لإنتاج تقارير دورية تروّج لدور "إيجابي" للإمارات في وقف النزاع، في محاولة لتأثير مباشر على الرأي العام وصنّاع القرار في الغرب.
تحليل ختامي: بين أدوات القوة الناعمة والتضليل المتقن
ما يجري ليس مجرد "غسيل سمعة"، بل هندسة سردية تهدف إلى قلب الحقائق على الأرض، وخلق مناخ دولي يُضعف موقف السودان في معركته القانونية أمام محكمة العدل الدولية، ويُقوّض فرص مساءلة المتورطين في دعم الحرب.
