تحقيقات موسعة بعد استهداف القوات الجوية لمطار نيالا وتدمير طائرة أماراتية

انفجار في مطار نيالا نتيجة قصف جوي أدى لتدمير طائرة شحن ومقتل عناصر من الدعم السريع

كشفت مصادر موثوقة لموقع "دارفور24" عن تفاصيل جديدة تتعلق بالهجوم الذي استهدف مطار نيالا الدولي قبل ثلاثة أيام، وأسفر عن تدمير طائرة شحن ومقتل عشرات الجنود، بينهم عناصر أجنبية.

وأفاد مصدر مطلع أن الهجوم أودى بحياة أكثر من 70 من عناصر قوات الدعم السريع، كانوا في طريقهم لتلقي العلاج خارج السودان، بينهم 18 عنصراً يحملون جنسيات أوروبية وعربية. وأضاف المصدر أن القتلى الأجانب كانوا يتلقون العلاج في مجمع طبي قبل صدور قرار بنقلهم إلى خارج البلاد، حيث تم ترحيل جثامينهم بواسطة سيارات دفع رباعي إلى داخل الأراضي التشادية.

وفي سياق متصل، أكد مصدران، أحدهما عسكري، أن الطائرة التي تعرضت للتدمير أقلعت من المطار في تمام الساعة 11:10 مساءً متجهة نحو مطار "أم جرس" التشادي، لكنها اضطرت للعودة والهبوط مجددًا بعد عشر دقائق فقط من الإقلاع بسبب سوء الأحوال الجوية في المطار المستهدف.

من جهة أخرى، ذكر شهود عيان من حي المطار شمال نيالا أنهم لاحظوا مراسم عزاء لأحد أفراد قوات الدعم السريع، وهو شقيق ضابط رفيع المستوى لقي حتفه في الهجوم. كما أفاد سكان من حي الرياض في أقصى شمال المدينة بمصرع ثلاثة جنود من أصل أربعة كانوا ضمن القوة المستهدفة، بينما لا يزال الجندي الرابع في عداد المفقودين. وذكرت مصادر محلية أن معظم الجثث كانت متفحمة بشكل كامل.

وفي أعقاب الحادث، شنت قوات الدعم السريع حملة اعتقالات واسعة في صفوفها، طالت عدداً من الضباط والجنود. وأكد مصدر لـ"دارفور24" أن من بين المعتقلين العقيد عثمان بيلو، المنشق عن الجيش السوداني، حيث تم احتجازه مع ستة من مرافقيه، قبل أن يُفرج عنه لاحقاً مع أربعة منهم، بينما لا يزال اثنان رهن الاحتجاز بتهمة "رفع إحداثيات" لصالح الجيش السوداني.

مقتل طيار جنوب سوداني في غارة جوية للجيش السوداني على مطار نيالا

لقي الطيار الجنوب سوداني، سامسون أوهيدي، مصرعه الأسبوع الماضي إثر غارة جوية نفذتها القوات المسلحة السودانية (الجيش السوداني) على مطار نيالا الدولي، عاصمة ولاية جنوب دارفور، بحسب ما أفادت به مصادر من رابطة طياري جنوب السودان.

وأشارت مصادر متعددة من داخل الرابطة لموقع سودان بوست إلى أن أوهيدي كان يشغل منصب الأمين العام للرابطة، وكان ضمن طاقم طائرة كينية كانت تنقل إمدادات إلى مناطق خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.

وقال أحد المصادر: "كان يعمل لصالح شركة طيران كينية تقوم بنقل معدات عسكرية وإمدادات أخرى إلى نيالا، وقد تم تحذيره مسبقاً من خطورة الوضع، خاصة وأن مطار نيالا لا يُعد من الممرات الإنسانية المتفق عليها بين أطراف النزاع."

وأضاف المصدر أن وفاة أوهيدي "خسارة فادحة لعائلته وللرابطة على حد سواء، ومن المهم أن لا يغامر المواطنون الجنوب سودانيون بأرواحهم في مهام من هذا النوع."

وأكدت مصادر أخرى أن الحادث أسفر عن مقتل عدد من أفراد الطاقم الكيني ومجموعة من الأجانب، بعضهم توفي لاحقاً بعد وصوله إلى مستشفى نيالا، فيما لم يتم حتى الآن استعادة جثة أوهيدي.

وكانت آخر رحلة له إلى نيالا موثقة عبر مقطع فيديو نشره على صفحته في فيسبوك، تم التحقق من موقعه الجغرافي على مدرج مطار نيالا بتاريخ 14 يناير، ما يشير إلى أن تلك لم تكن زيارته الأولى للمطار.

ووفقاً لرابطة طياري جنوب السودان، فإن أوهيدي كان أيضاً طياراً في صفوف قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان (SSPDF)، وكان لا يزال يؤدي مهامه العسكرية بالتوازي مع عمله في الطيران المدني لحظة وفاته.

ووقع الهجوم بعد أيام من تنفيذ الجيش السوداني لغارات جوية على مواقع داخل مطار نيالا الدولي، فجر السبت، حيث أفاد سكان محليون بسماع ثلاثة انفجارات على الأقل داخل المطار بعد وقت قصير من هبوط الطائرة التي كان على متنها أوهيدي.

وتشير تقارير إلى أن الطائرة كانت جزءاً من جسر جوي يُعتقد أنه يُستخدم في نقل أسلحة ومعدات عسكرية إلى قوات الدعم السريع.

من جهتها، ذكرت مصادر أمنية في مدينة بورتسودان أن الغارات استهدفت مواقع داخل المطار، من بينها مهبط كان يُستخدم سابقاً من قبل بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور (يوناميد). كما تم قصف مبنى سكني بالقرب من المطار.

وعقب الغارات، نشرت قوات الدعم السريع أعداداً كبيرة من مقاتليها داخل نيالا وعلى الطرق المؤدية منها، وبدأت حملة اعتقالات واسعة استهدفت شباباً مدنيين إضافة إلى عدد من المتقاعدين من الجيش والشرطة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال