بورتسودان – 6 مايو 2025 – نبض النيل
في خطوة غير مسبوقة، أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني اليوم دولة الإمارات العربية المتحدة دولة عدوان، وقرر قطع العلاقات الدبلوماسية معها، وسحب السفارة والقنصلية السودانية من الأراضي الإماراتية، مع التأكيد على الاحتفاظ بحق الرد استناداً إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
تفاصيل البيان الرسمي الصادر من مجلس الأمن والدفاع
جاء في البيان الذي أذاعته وكالة السودان للأنباء (سونا) أن القرار جاء نتيجة "تورط دولة الإمارات المباشر في دعم المليشيات المتمردة بالسلاح والعتاد، واستهداف الشعب السوداني وأمنه القومي"، وفقاً لما ورد في التصريحات الرسمية.
وأوضح المجلس أن الحكومة السودانية وثّقت بالأدلة تدخلات إماراتية في الشأن الداخلي السوداني، عبر دعم قوات الدعم السريع المتمردة التي ارتكبت انتهاكات جسيمة في حق المدنيين، ونهبت المدن، ودمرت البنية التحتية، في إطار محاولة انقلابية مسلحة مستمرة منذ 15 أبريل 2023.
الأسباب والدوافع وراء القرار السوداني
تعود جذور الأزمة بين الخرطوم وأبوظبي إلى سلسلة من التقارير الميدانية والمعلومات الاستخباراتية التي كشفت عن تسليح وتمويل إماراتي لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والتي تخوض حرباً ضد القوات المسلحة السودانية منذ أكثر من عام.
وأكدت الجهات السيادية السودانية أن الإمارات لم تكتفِ بالدعم العسكري، بل قامت كذلك بـ توفير منصات إعلامية للمليشيا المتمردة، في محاولة لتشويه صورة الدولة السودانية في المحافل الدولية، مما يُعد تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للبلاد.
المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة: الحق المشروع في الدفاع
استند السودان في بيانه إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تنص على "حق الدول في الدفاع عن نفسها إذا تعرضت لعدوان مسلح"، مما يُعطي الخرطوم غطاءً قانونياً للرد على الإمارات في الزمان والمكان المناسبين، بحسب البيان.
ويُعد هذا التحرك إشارة واضحة إلى تصعيد دبلوماسي كبير قد ينعكس على الأمن الإقليمي، خاصة في ظل التوترات القائمة في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي.
ردود الأفعال الأولية
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يصدر رد رسمي من دولة الإمارات حول القرار السوداني، إلا أن مراقبين يتوقعون أن يشهد المشهد الدبلوماسي العربي تصعيداً حاداً خلال الأيام المقبلة، خاصة في ظل انقسام مواقف الدول العربية بشأن ما يحدث في السودان.
وقد أبدى عدد من الخبراء والمحللين تفهمهم للموقف السوداني، معتبرين أن "صمت الإمارات عن الاتهامات المتكررة" قد يكون دليلاً على صحة الادعاءات السودانية.
ماذا بعد قطع العلاقات؟
مع قطع العلاقات الدبلوماسية، فإن جميع المعاملات القنصلية، والتمثيل الرسمي، والتعاون الاقتصادي ستتوقف بين البلدين، مما قد يؤثر على أوضاع الجالية السودانية في الإمارات، ويخلق تحديات أمام الرعايا الإماراتيين في السودان.
وقد دعت وزارة الخارجية السودانية المواطنين السودانيين في الإمارات إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة والتواصل مع مكتب الطوارئ التابع للوزارة لتنسيق أي إجراءات محتملة.
منعطف حاد في العلاقات السودانية الإماراتية
يمثل قرار قطع العلاقات السودانية الإماراتية منعطفاً حاداً في العلاقات بين البلدين، ويؤشر إلى أن الخرطوم لم تعد مستعدة للصمت تجاه التدخلات الخارجية، خصوصاً تلك التي تمس الأمن القومي ووحدة التراب السوداني.
ويُنتظر أن يشهد ملف العلاقات السودانية-الإماراتية مزيداً من التطورات الساخنة، في ظل صراع إقليمي متصاعد، وإصرار سوداني على استعادة هيبة الدولة ومحاكمة من تسببوا في إشعال نار الفتنة والحرب.
الكلمات المفتاحية (SEO):
قطع العلاقات بين السودان والإمارات، السودان يعلن الإمارات دولة عدوان، دعم الإمارات لقوات الدعم السريع، موقف السودان من الإمارات 2025، قرارات مجلس الأمن والدفاع السوداني، المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، تطورات الحرب في السودان، أخبار السودان اليوم، العلاقات الدبلوماسية العربية.