السودان يعترض على مؤتمر لندن ويصف دعوة الإمارات بأنه.. تجميل للتورط في الإبادة

السودان يعترض على مؤتمر لندن ويصف دعوة الإمارات بأنه "تجميل للتورط في الإبادة"

الخرطوم: نبض السودان ™

اعترضت وزارة الخارجية السودانية على مؤتمر عقدته الحكومة البريطانية بشأن السودان دون إشراك الخرطوم، ووجهت انتقادات حادة لدور الإمارات وبريطانيا في دعم المليشيات وعرقلة جهود السلام.

في بيان رسمي صدر من وزارة الخارجية السودانية، وجّه وزير الخارجية الدكتور علي يوسف رسالة خطية إلى نظيره البريطاني ديفيد لامي، أعرب فيها عن رفض السودان لمؤتمر بريطاني عقد دون مشاركة الحكومة السودانية، معتبرًا أن ذلك يتناقض مع الأعراف الدبلوماسية ويعكس موقفًا منحازًا لطرف معين في الحرب الدائرة بالسودان.

تفاصيل الرسالة السودانية للحكومة البريطانية

انتقد الوزير السوداني في رسالته ما وصفه بـ "المساواة غير المقبولة" بين حكومة السودان الشرعية ومليشيا الجنجويد، المتهمة بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية. وتحدث عن تساهل بريطاني واضح تجاه هذه الجماعة، مستندًا إلى تقارير صحفية ذكرت أن الخارجية البريطانية أجرت محادثات سرية مع الجنجويد في أبريل 2024.

اتهامات مباشرة.. وقلق شعبي واسع

أشارت الرسالة إلى زيارات سرية قام بها قادة من المليشيا إلى بريطانيا، رغم العقوبات الأميركية المفروضة عليهم. كما اتهمت الرسالة لندن بأنها مركز للدعاية التي تنشر خطاب كراهية وعنف ضد المدنيين. وقال الوزير إن السودانيين يتساءلون عن عدد المجازر التي يجب أن ترتكب قبل أن تُدرج الجنجويد كمنظمة إرهابية.

دور الإمارات وتشاد وكينيا في المؤتمر

أبرزت الرسالة اعتراض السودان على مشاركة الإمارات، مشيرة إلى أن وجودها في المؤتمر يُعد بمثابة "تجميل لصورتها" رغم تورطها في الصراع. واتهمت الرسالة الحكومة البريطانية السابقة بعرقلة طرح ملف الإمارات على مجلس الأمن في أبريل 2024، مما ساهم في استمرار الحرب وسقوط الضحايا.

دعوة لمراجعة السياسة البريطانية تجاه السودان

في ختام الرسالة، دعت الحكومة السودانية لندن إلى مراجعة شاملة لنهجها تجاه السودان، والانخراط البناء مع الخرطوم، استنادًا إلى العلاقات التاريخية بين البلدين. وأكدت أن أي عملية سلام حقيقية لا يمكن أن تنجح دون مشاركة الدولة السودانية.

تحليل سياسي: أزمة ثقة أم بداية مواجهة دبلوماسية؟

يرى محللون أن الرسالة السودانية تُشكل تصعيدًا دبلوماسيًا واضحًا، وقد تُمهّد لتوترات أعمق في العلاقات مع بريطانيا. في المقابل، تُسلط الضوء على الدور الإماراتي في النزاع السوداني، وهو ما قد يُعيد ترتيب مواقف دولية تجاه الأزمة.

الخلاصة

رسالة السودان إلى بريطانيا لم تكن مجرد موقف احتجاجي، بل تحمل في طياتها رسائل متعددة للمجتمع الدولي، مفادها أن السودان دولة ذات سيادة، ويجب احترام وجودها ومشاركتها في أي حل سياسي. كما أن التجاهل المتكرر للمواقف السودانية الرسمية قد يؤدي إلى نتائج سلبية على استقرار المنطقة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال