فضيحة تسليح الدعم السريع.. كيف وصل صاروخ جافلين الأمريكي إلى السودان عبر الإمارات؟
الخرطوم – خاص | سودانيوز ماكس
في واحدة من أخطر الفضائح التي تكشف حجم التدخل الأجنبي في النزاع السوداني، عثرت القوات المسلحة السودانية على صواريخ أمريكية متطورة من طراز FGM-148 Javelin بحوزة ميليشيا الدعم السريع. الأمر الذي يثير تساؤلات خطيرة: كيف وصلت هذه الأسلحة إلى السودان، رغم أنها لم تكن في ترسانة الجيش السوداني؟
صفقة سلاح مشبوهة بدأت من أبوظبي
تعود تفاصيل القضية إلى عام 2021، عندما طلبت دولة الإمارات شراء 1000 صاروخ جافلين من الولايات المتحدة الأمريكية، ضمن صفقة تسليح ضخمة شملت معدات دعم وصيانة وخدمات لوجستية.
ورغم أن هذه الصواريخ كان يُفترض أن تُستخدم في الدفاع عن الأراضي الإماراتية، فإن تحقيقات وتقارير دولية كشفت أن جزءًا منها تم تهريبه إلى السودان، ووصل في نهاية المطاف إلى يد مليشيا الدعم السريع، في خرق واضح وخطير للقوانين الدولية.
تهريب تحت غطاء "الإغاثة الإنسانية"
بحسب ما كشفته تقارير استخباراتية وصحفية غربية، فإن الإمارات استخدمت منظمات إغاثة كغطاء لتمرير شحنات السلاح، واتبعت مسارات تهريب معقّدة عبر أوغندا وتشاد، باستخدام طائرات شحن زعمت أنها تحمل مساعدات إنسانية.
مراحل عملية التهريب:
- من الإمارات: تسلّمت الصواريخ من أمريكا وبدأت بتوزيعها سرًا.
- في أوغندا: بحسب وول ستريت جورنال، هبطت طائرات إماراتية في يونيو 2023 محمّلة بأسلحة وذخائر.
- في تشاد: وصلت الأسلحة إلى مطار "أم جرس"، وهو مركز عمليات إماراتي يُستخدم لدعم المليشيا.
- إلى السودان: دخلت الشحنات إلى أراضي السودان لتستخدمها المليشيا في معاركها ضد الجيش.
غنائم الحرب: الجيش السوداني يستولي على صواريخ جافلين
مع التقدّم العسكري الكبير الذي أحرزته القوات المسلحة السودانية في الخرطوم ومحيطها، نجحت القوات في الاستيلاء على أكثر من 300 قطعة سلاح متطور، بينها صواريخ جافلين وطائرات مسيرة ومدرعات.
ويقدّر سعر الصاروخ الواحد من طراز جافلين بأكثر من 100,000 دولار أمريكي، مما يجعل هذه الغنائم مكسبًا نوعيًا للجيش السوداني الذي أصبح يمتلك فرصة استراتيجية نادرة لتحليل هذه التقنية واستخدامها لصالحه.
ما دوافع الإمارات لدعم المليشيا؟
العديد من المحللين يربطون هذا الدعم الإماراتي بعدة أهداف، منها:
- الهيمنة على الذهب والثروات السودانية.
- منع قيام جيش وطني سوداني قوي.
- تنفيذ أجندة إقليمية لإضعاف الجيوش العربية.
وتشير الوقائع إلى أن الإمارات لعبت دورًا رئيسيًا في تمويل وتسليح المليشيا، ضمن مشروع أوسع لضرب استقرار السودان.
الجيش أقوى من المؤامرات
ورغم حجم المؤامرة، أثبت الجيش السوداني أنه قادر على تجاوز التحديات، بتحقيق تقدم ميداني واسع، واستعادة مناطق استراتيجية، مما يعزز من فرص حسم المعركة في الفترة المقبلة.
السودانيون اليوم على قناعة بأن النصر بات أقرب، وأن كل المؤامرات والدعم الأجنبي لن ينقذ المليشيا من المصير المحتوم.
للمزيد من المتابعة الحية حول معارك السودان وأسرار الحرب في الخرطوم، ابقَ مع “سودانيوز ماكس”.