مأساة الفاشر.. قصف المدنيين في معسكر زمزم على يد مليشيا الدعم السريع

مأساة الفاشر.. قصف المدنيين في معسكر زمزم على يد مليشيا الدعم السريع

في قلب السودان، وتحديداً في مدينة الفاشر، تعيش الإنسانية لحظاتها الأكثر ظُلمة. فبعد أن خسروا مواقعهم في العاصمة الخرطوم، توجهت مليشيا الدعم السريع المدعومة من أبوظبي إلى دارفور، وهناك، بدأت سلسلة من الاعتداءات الوحشية بحق المدنيين، وعلى وجه الخصوص سكان معسكر زمزم للنازحين.

المشهد هناك يُرعب، والقصة لا تُروى إلا بدموع الأمهات وصراخ الأطفال وغياب أدنى مقومات الحياة. حيث لا دواء، لا غذاء، ولا ممرات آمنة للفرار من الجحيم.

الدعم السريع... من الخرطوم إلى الفاشر

منذ بداية الصراع، والمليشيا التي يتزعمها محمد حمدان دقلو (حميدتي) تمارس العنف بلا حدود. ولكن بعد خسارتهم لمعظم مواقعهم في العاصمة، بدأت هذه القوات بنقل المعركة إلى غرب السودان، حيث الفاشر، في محاولة يائسة لتحقيق "نصر وهمي" على حساب دماء الأبرياء.

ففي الأسبوع الأخير، تم توثيق أكثر من 10 ضربات عنيفة استهدفت معسكر زمزم، الذي يأوي آلاف النازحين من مناطق دارفور الأخرى. كل الضربات تقريباً كانت موجهة لأحياء سكنية ومراكز توزيع الغذاء ومناطق مأهولة بالأطفال والنساء.

قصف ممنهج وجرائم لا تغتفر

القصف الذي تعرض له معسكر زمزم لا يمكن وصفه إلا بـ"جريمة ضد الإنسانية". فهو حرمان متعمد من الغذاء والدواء والماء، ومنع واضح لأي شكل من أشكال الإغاثة أو المساعدة الطبية. حتى المنظمات الدولية لم تسلم، إذ تم تهديد العاملين فيها ومنعهم من الدخول.

ما يحدث في الفاشر حالياً هو محاولة لعزل المدينة بالكامل، وفرض حصار خانق أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية إن وُجدت أصلاً، فيما يموت آخرون جوعاً أو بسبب الجروح البسيطة التي كان يمكن علاجها بمسكن أو شاش معقّم.

لماذا الفاشر؟

قد يتساءل البعض: لماذا التركيز على الفاشر؟ الجواب ببساطة هو أن الفاشر تُعتبر واحدة من آخر المدن التي صمدت أمام التمدد الدموي لقوات الدعم السريع في دارفور. فهي تضم عدد كبير من السكان المحليين والنازحين، وهي ذات طابع مدني غير مسلّح، مما يجعلها هدفاً سهلاً لأي جهة تسعى إلى ترويع المجتمع لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية.

الصمت الدولي... هل هو تواطؤ؟

رغم كل هذه الجرائم، لا زال الصمت الدولي هو سيد الموقف. لا عقوبات فعالة، ولا لجان تحقيق، ولا تدخل لحماية المدنيين. بل إن بعض الدول الداعمة للمليشيا، وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة، مستمرة في مدّ حميدتي بالسلاح والعتاد، مما يزيد من تعقيد الوضع وسفك المزيد من الدماء.

ماذا بعد؟

النداءات تتصاعد من كل مكان:
#أنقذوا_الفاشر
#فك_حصار_الفاشر
#السودان_ليس_للبيع

ولكن هذه النداءات تحتاج إلى تضامن عالمي حقيقي، تحرك عاجل من الأمم المتحدة، فتح ممرات آمنة، وإرسال مساعدات إنسانية فورية.

خاتمة: أين الإنسانية؟

أحداث الفاشر تكتب فصلًا جديدًا من مأساة السودان المستمرة. نحن أمام كارثة إنسانية مكتملة الأركان. مدينة محاصرة، قصف مستمر، آلاف الجوعى والمرضى، وأطفال يموتون في صمت.

إذا لم يتحرك العالم اليوم، فلن يغفر له التاريخ هذا الصمت.

هل لديك صور أو فيديوهات من الفاشر؟ هل أنت من هناك؟ شارك صوتك، وخلّي العالم يسمع الحقيقة.


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال