الإمارات تُشعل فتيل الخطر في البحر الأحمر ومخاوف خليجية تتصاعد

دخان وانفجارات في البحر الأحمر وسط مخاوف خليجية من تدخل إماراتي عسكري في السودان وزيادة التوترات الإقليمية

 مخاوف خليجية من السياسات العدوانية للإمارات تجاه السودان واحتمالات عودة الإرهاب للمنطقة


في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، تبرز المخاوف داخل مجلس التعاون الخليجي بشأن السياسات العدوانية التي تنتهجها الإمارات تجاه السودان، والتي باتت تُنذر بعودة شبح الإرهاب وعدم الإستقرار إلى منطقة البحر الأحمر والخليج العربي. ورغم محاولات بعض الدول الخليجية الحفاظ على توازن العلاقات داخل الإقليم، إلا أن السلوك الإماراتي الأخير يثير العديد من علامات الإستفهام.


مغامرة إماراتية مقلقة في البحر الأحمر


تسربت مؤخرًا معلومات حساسة تُفيد بوجود قلق متزايد من تحرك إماراتي عسكري مباشر ضد السودان من خلال البحر الأحمر، خاصة بعد الموقف الأميركي الواضح من الأزمة السودانية. فقد أعلنت واشنطن بشكل صريح إدانتها لميليشيا الدعم السريع، وأشارت بأصابع الاتهام إلى الإمارات كونها الممول الرئيسي لهذه المليشيات المتورطة في ارتكاب فظائع داخل الأراضي السودانية.


التقارير تشير إلى أن الطائرات المسيرة والصواريخ التي تستهدف ميناء بورتسودان تنطلق من أراضي إماراتية أو من قواعد عسكرية مستأجرة تابعة لأبوظبي على سواحل البحر الأحمر. هذا التطور يُعتبر تصعيد خطير يُهدد أمن الملاحة البحرية والإستقرار في هذه المنطقة الحساسة جغرافيًا واستراتيجيًا.


موقف مجلس التعاون... بين الحياد والحرج


من المعروف أن السيد جاسم محمد البدوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، يُعرف بموقفه التوافقي وسعيه الدائم لتقريب وجهات النظر بين الدول الأعضاء. إلا أن الأزمة السودانية وضعت المجلس في موقف حرج للغاية، خاصة في ظل عدم الإنسجام في السياسة الخارجية الإماراتية.


في حديث جانبي للبدوي مع صحفيين في المنامة، أعرب عن انزعاجه من عدم وجود "أي حالة إتساق" في سلوك الإمارات، وأوضح بصراحة أن “من الصعب أن تبدأ وساطة بين محمد بن زايد والبرهان دون التطرق إلى حقيقة أن ما يحدث من جانب أبوظبي هو عدوان أحادي دمر البنية التحتية السودانية دون مبررات مقنعة.”


الموقف القطري يزداد وضوحاً


من جهة أخرى، برز الموقف القطري بشكل لافت خلال حفل استقبال أقيم في العاصمة البريطانية لندن. حيث عبّر دبلوماسيون قطريون عن قلقهم من النهج الانتقامي الذي تتبعه أبوظبي ضد السودان، مؤكدين أن هذا السلوك يزيد من عمق الصراع بينها وبين الجماعات الجهادية في الشرق الأوسط.


وقد علّق أحد الصحفيين القطريين قائلاً: “المخابرات الإماراتية تتصرف مثل من يركب على ظهر فرس جامح لم يُروض بعد”، في إشارة إلى غياب التخطيط والوعي بالتداعيات الكارثية لما تفعله الإمارات، خصوصاً إذا ما تطورت الأمور إلى ردود فعل غير محسوبة من قوى سودانية خارج الجيش.


إحتمالات التصعيد... هل تنتقل المعركة إلى الخليج؟


السؤال الذي بدأ يتردد الآن داخل دوائر صنع القرار الخليجية والدولية هو: ماذا سيحدث إذا قررت إحدى القوات التي تساند الجيش السوداني نقل المعركة إلى سواحل البحر الأحمر أو حتى إلى مياه الخليج العربي؟


المقارنة أصبحت مطروحة بقوة مع سلوك الحوثيين في اليمن، الذين انتقلوا من المواجهات البرية إلى استهداف الموانئ والسفن الدولية. فهل تدرك الإمارات أن سياساتها قد تدفع السودان أو غيره إلى اتخاذ مسارات مشابهة؟ وهل من الحكمة أن تواصل أبوظبي دعم مليشيا متورطة في جرائم ضد المدنيين؟!


البحر الأحمر.. على شفا حفرة من نار


في الوقت الذي تسعى فيه دول كالسعودية ومصر إلى تهدئة الأوضاع والحفاظ على استقرار البحر الأحمر كممر تجاري دولي، تأتي التصرفات الإماراتية لتصب الزيت على النار. استمرار قصف بورتسودان، ودعم ميليشيات خارج نطاق الدولة، لن يؤدي إلا إلى خلق حالة من التوتر والإستقطاب الحاد، قد تجلب معها تدخلات دولية جديدة وتزيد من عسكرة البحر الأحمر.


السلوك الإماراتي في السودان لم يعد يُشكل خطرًا على الخرطوم فقط، بل أصبح تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي الخليجي، وقد يُعيد الإرهاب إلى الواجهة من جديد. على دول الخليج أن تُراجع سياساتها الجماعية تجاه هذا الملف، وأن تُدرك أن أمن المنطقة مترابط ومتشابك، وأي تصعيد غير محسوب لن يمر دون عواقب.


ولعل من الحكمة أن تُعيد الإمارات النظر في حساباتها، وأن تتوقف عن هذه السياسة التي تضر بسمعتها وعلاقاتها وشراكاتها الإستراتيجية، قبل أن تجد نفسها في عزلة إقليمية ودولية تامة.


أضغط هنا للإنضمام الي قناتنا علي التليجرام

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال