السودان في عزلة تامة: انقطاع الإنترنت وخدمات الاتصالات يفاقم الأزمة الإنسانية


السودان في عزلة تامة: انقطاع الإنترنت وخدمات الاتصالات يفاقم الأزمة الإنسانية

الخرطوم 8 فبراير 2024 - يواجه السودان أزمة مزدوجة: انقطاع كامل لخدمات الإنترنت وخدمات الاتصالات، و تهديد وشيك بتفشي المجاعة بسبب الصراع المستمر في البلاد.

توقفت خدمات الإنترنت في السودان، وخرجت ثلاث شركات اتصالات عن الخدمة أيضا، مما أدى إلى تحذير منظمات دولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية، بسبب استمرار الحرب في البلاد. ويرجح الكثيرون أن مليشيا الدعم السريع تكون مسؤولة عن قطع الإنترنت، وهي الجماعة شبه العسكرية التي تشارك في الحرب الأهلية المستمرة منذ عشرة أشهر.


تأكدت مواقع إخبارية محلية من دخول السودان في عزلة تامة بخدمات الاتصالات والإنترنت منذ صباح يوم الأربعاء، باستثناء مستخدمي الإنترنت الفضائي «ستارلنك» غير الرسمي.


أفادت و كالة السودان للأنباء «سونا» ومصادر من قطاع الاتصالات لوكالة رويترز بأن مليشيات الدعم السريع قطعت الاتصالات عن مقدمي الخدمة للتأثير على الحكومة، بهدف حثها على إصلاح انقطاع الشبكة في المنطقة الغربية من دارفور التي يسيطر عليها الدعم السريع.

تسيطر مليشيا الدعم السريع على مساحات واسعة في العاصمة الخرطوم، بما في ذلك مرافق شركات الاتصالات، وأفادت مصادر لـ "رويترز" بأن "مليشيا الدعم السريع نجحت في إغلاق الشبكات دون تسبب في أضرار دائمة".


وزارة الخارجية السودانية أعربت عن استنكارها لـ "اعتداء الدعم السريع على المرافق العامة وضرب شركات الاتصالات"، ودعت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإقليمية لإدانة هذه "الجريمة البربرية".


مليشيا الدعم السريع نفت مسؤوليتها عن انقطاع الإنترنت في البلاد.


تقارير تفيد بتعطل خدمات الإنترنت وعدم الوصول إلى الشبكة منذ يوم الجمعة، ولكن لاحظ الأشخاص تفاقم الوضع بشكل أكبر بعد ذلك الوقت.


مسؤول في مليشيا الدعم السريع اتهم الجيش السوداني بإصدار أوامر مباشرة بقطع الاتصالات في أجزاء من ولايات دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة، والتي تخضع إلى حد كبير لسيطرة مليشيا الدعم السريع.


أفادت منظمة نت بلوكس «NetBlock» يوم الأربعاء بأن شركة "زين"، التي تعتبر إحدى شركات تشغيل الهاتف المحمول الرئيسية في السودان، كانت "غير متصلة بالإنترنت إلى حد كبير".


منظمة أطباء بلا حدود تقول إن هناك وفاة لطفل واحد على الأقل كل ساعتين في مخيم للنازحين في السودان. وأعلنت شركة زين في بيان على فيسبوك أنها تعمل في ظل ظروف صعبة وخطيرة للغاية.


أكدت شركة زين  أن "الانقطاع الحالي للشبكة يعود لظروف خارجة عن إرادتها". وكما أفادت منظمة "نت بلوكس"، فإن شركتي الاتصالات "أم تي إن سودان" و"سوداني" كانتا بلا خدمة إنترنت منذ يوم الجمعة.


انقطاع شبكة الإنترنت يزيد من تعقيدات الأزمات التي يعاني منها السودان نتيجة الحرب الحالية. تعرضت أبراج الشبكات وخطوط الكهرباء والبنية التحتية لأضرار خلال القتال في مختلف مناطق السودان، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. الحرب في السودان ساهمت في إشهاره ضمن أكبر أزمات نزوح في العالم، وتواجه الأطراف المتحاربة اتهامات بارتكاب جرائم حرب.


أعلنت منظمة "نت بلوكس"، المتخصصة في مراقبة حرية الإنترنت على مستوى العالم، عن "انهيار جديد للاتصال بالإنترنت" في السودان. يأتي هذا في الوقت الذي استهدفت فيه مجموعة قرصنة سودانية أوغندا، اعتراضًا على استقبالها لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي.


أفادت نت بلوكس بوجود خلل في خدمات شركتي الإنترنت أوغندا تيليكوم و إم تي إن  ورغم ذلك، أفاد مراسل بي بي سي في العاصمة الأوغندية كمبالا بأنه لم يشعر بأي مشاكل في الاتصال بالإنترنت.



«الموت جوعا» 

الأمم المتحدة وجهت نداءً لجمع 4.1 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للمتضررين من الصراع المستمر في السودان، حيث نزح ما لا يقل عن تسعة ملايين شخص من مناطقهم، ويحتاج حوالي 25 مليون شخص، أي نصف السكان، إلى المساعدة.


وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، أشار إلى أن عشرة أشهر من الصراع قضت على كل شيء تقريبًا لدى شعب السودان، من سلامتهم إلى منازلهم ومصادر رزقهم. وأكد أن الوضع في السودان يتطلب التعامل معه "بإحساس متزايد بالإلحاح".


حذرت منظمات دولية من تفشي المجاعة ووفاة أشخاص بسبب نقص الغذاء في مناطق بالسودان. أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه يتلقى تقارير عن وفيات جوع في السودان نتيجة للكارثة الإنسانية الناجمة عن الصراع بين الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.


أشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن 18 مليون شخص في أنحاء السودان يواجهون حاليًا مستويات حادة من الجوع، ودعا الطرفين المتحاربين إلى تقديم ضمانات فورية لضمان وصول المساعدات بشكل آمن إلى المحتاجين.


أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن هناك وفاة لطفل واحد على الأقل كل ساعتين في مخيم زمزم الواقع في شمال دارفور بالسودان، وهو أحد أكبر وأقدم مخيمات النازحين في البلاد.

* *

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال