للمرة الرابعة.. مسيرات تضرب محطة عطبرة التحويلية وتُغرق نهر النيل والبحر الأحمر في الظلام
في تطور خطير ومتكرر، تعرضت محطة عطبرة التحويلية للكهرباء صباح اليوم الجمعة 25 أبريل 2025م لهجوم جديد بطائرات مسيّرة يُعتقد أنها تتبع لمليشيا الدعم السريع، مما أدى إلى انقطاع كامل للتيار الكهربائي عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر، في مشهد بات مألوفاً لكنه لا يقل إيلاماً مع كل تكرار.
وقالت الشركة السودانية للكهرباء في بيان مقتضب، إن المحطة تعرّضت للاستهداف للمرة الرابعة، وإن الحادث تسبب في اندلاع حريق هائل داخل المحطة، ما أجبر فرق الدفاع المدني على التدخل الفوري لمحاولة السيطرة على النيران.
وأكدت الشركة أن الفرق الفنية ستقوم بتقييم الأضرار الناتجة عن هذا الاعتداء الجبان، واتخاذ المعالجات اللازمة لإعادة التيار الكهربائي تدريجياً إلى المناطق المتأثرة.
أثر واسع وضرر بالغ
وقد عمّ الظلام مدن عطبرة وبربر وأبو حمد وعدد من مناطق شرق السودان، بينما توقفت خدمات الإنترنت وشبكات الاتصال بشكل جزئي، وسط حالة من الغضب والاستياء الشعبي.
ويُعد هذا الهجوم الرابع من نوعه على محطة عطبرة التحويلية، حيث سبق وأن تم استهدافها خلال الشهور الماضية، في نمط متصاعد من العمليات التخريبية التي تستهدف البنية التحتية الاستراتيجية في البلاد.
استهداف النازحين.. مجزرة في معسكر السكة حديد بالمقرن
ولم تكتفِ المليشيات بذلك، فقد أقدمت صباح اليوم على تنفيذ هجوم بطائرة مسيّرة استهدفت معسكر نازحي السكة حديد بمنطقة المقرن في عطبرة، ما أسفر عن استشهاد 8 مواطنين بينهم أطفال ونساء، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
وقالت مصادر محلية إن حالة من الذعر عمت أوساط النازحين بعد سقوط المقذوفات بشكل مباشر داخل ساحة المعسكر، مما أدى إلى تناثر الجثث وتدمير عدد من الخيام والملاجئ المؤقتة.
مطالبات بتحرك عاجل
ودعا ناشطون ومنظمات حقوقية محلية ودولية، إلى فتح تحقيق دولي عاجل في هذه الجرائم المتكررة، التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية دون أدنى اعتبار للقانون الدولي الإنساني أو الأخلاق.
وفي السياق ذاته، طالب مواطنون من ولايات نهر النيل والبحر الأحمر الحكومة السودانية والمجتمع الدولي بتوفير حماية للمنشآت المدنية، وردع المليشيات التي تتخذ من الهجمات على محطات الكهرباء وسيلة لتركيع الشعب السوداني.
أزمة إنسانية وشيكة
الانقطاع المتكرر للكهرباء يهدد بشكل مباشر حياة مئات الآلاف من المواطنين، خصوصاً في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتوقف خدمات المياه والمستشفيات والمخابز. كما أن استمرار هذه الهجمات يعمّق الأزمة الإنسانية في السودان، ويزيد من معاناة الفئات الضعيفة والمهمّشة.
خاتمة: هل من رادع؟
بينما لا تزال فرق الدفاع المدني تواصل جهودها لإخماد الحريق في محطة عطبرة، وتعمل الفرق الفنية على تقييم الأضرار، يبقى السؤال الأهم: إلى متى ستظل المنشآت الحيوية والمواطنون الأبرياء عرضة لهذا الإرهاب الممنهج؟ وهل يتحرك المجتمع الدولي قبل فوات الأوان؟
الكرة الآن في ملعب الحكومة السودانية، ومجلس الأمن، وكل من يدّعي حماية حقوق الإنسان.
سوف نوافيكم بتفاصيل إضافية حال ورودها.
