«مؤتمر لندن الدولي» السعودية تحذر من تشكيل حكومة موازية في السودان... نبض النيل


مؤتمر لندن السودان، دور السعودية في السودان، فيصل بن فرحان، وليد الخريجي، أزمة السودان، مباحثات جدة، الدعم الإنساني السودان، الحكومة السودانية، وحدة السودان، وقف إطلاق النار، معبر أدري.

مؤتمر لندن حول السودان: موقف سعودي ثابت ودبلوماسية فاعله لإنهاء الأزمة

في ظلّ تصاعد الأحداث المتسارعة في السودان، وفي وقت يشهد فيه البلد تحديات كبيرة تهدد وحدته واستقراره، جاء مؤتمر لندن حول السودان كمحطة مهمة لتوحيد الجهود الدولية والإقليميه نحو حلّ الأزمة السودانية، والحدّ من تداعياتها المتزايدة على أمن المنطقة. وقد شاركت المملكة العربية السعودية في المؤتمر بوفد رفيع المستوى، ترأسه معالي نائب وزير الخارجية المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي، نيابة عن صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية.

موقف سعودي داعم لوحدة السودان واستقراره

في كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر، أكد معالي نائب وزير الخارجية أن ما يحدث في السودان ليس مجرد أزمة داخلية تؤثر على شعبه فقط، بل هو تهديد واضح للأمن القومي العربي والإفريقي، وأيضاً يمثل خطر على الإستقرار الإقليمي بشكل عام. وقال معاليه إن "المسؤولية الجماعية" تقتضي مضاعفة الجهود من جميع الأطراف لدعم الحوار السياسي، ووقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، والحفاظ على مؤسسات الدولة من الإنهيار.

جهود دبلوماسية سعودية منذ بداية الأزمة

من اللحظة الأولى لاندلاع النزاع، تحركت المملكة بكل قوة عبر المسارات الدبلوماسية والسياسية من أجل تهدئة الأوضاع في السودان. وأبرز هذه الجهود كانت مباحثات جدة التي عُقدت في جولتين، وأسفرت عن توقيع اتفاقيات هامة بين طرفي الصراع.

مباحثات جدة (1): حماية المدنيين ووقف النار

في الجولة الأولى، تم التوقيع على إعلان جدة الذي ينص على حماية المدنيين في السودان، وهو إنجاز دبلوماسي مهم ساهمت فيه المملكة بشكل مباشر. كما تم التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار قصير الأمد، إضافة إلى ترتيبات إنسانية لتسهيل دخول المساعدات إلى المتضررين.

مباحثات جدة (2): خطوات لبناء الثقة

في الجولة الثانية، تم تأسيس منبر إنساني برئاسة الأوتشاء (مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة)، وتم الإتفاق على أربعة إجراءات لبناء الثقة، بالإضافة إلى صيغة عملية لحل مشكلة الارتكازات (وهي النقاط التي يتمركز فيها طرفي الصراع على الأرض).

وقف الدعم الخارجي للطرفين.. شرط أساسي

أشار معالي الخريجي إلى أن وقف الدعم الخارجي لطرفي النزاع هو مسألة "جوهرية"، لا بد منها لتهيئة البيئة المناسبة لوقف إطلاق النار الحقيقي. وأضاف أن التدخلات الخارجية تُعقد الوضع وتمنع وصول المساعدات الإنسانية، وبالتالي فإن تحييد هذه التدخلات يسهم بشكل مباشر في فتح الممرات الآمنة وإيصال الإغاثة إلى مستحقيها دون تأخير.

ومن بين الأمثلة التي استشهد بها معاليه، نجاح فتح معبر أدري الحدودي، الذي كان له أثر إيجابي واضح في تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى داخل السودان، خاصة في المناطق المنكوبة.

المملكة ترفض تشكيل حكومات موازية

واحدة من أبرز الرسائل التي وجهتها المملكة من خلال هذا المؤتمر، هو تحذيرها الواضح من محاولات تشكيل حكومة موازية في السودان، أو أي كيان بديل عن مؤسسات الدولة الرسمية. حيث أكدت المملكة أن مثل هذه الخطوات تُعد مساساً بوحدة السودان، وخرقاً للشرعية، وتجاوزاً واضحاً لإرادة الشعب السوداني.

وأكد معالي نائب وزير الخارجية أن هذه الدعوات قد تُعمّق من حالة الانقسام، وتُعرقل أي جهود وطنية جادة للوصول إلى حل سياسي شامل يعيد الاستقرار للسودان.

الحل سوداني - سوداني.. ولا بديل عن الحوار

في ختام كلمته، شدّد معاليه على أن الحل الحقيقي للأزمة السودانية يجب أن يكون من داخل السودان نفسه، أي حل سوداني - سوداني، يقوم على احترام سيادة الدولة ووحدتها، ويدعم مؤسساتها الرسمية. وأن أي مبادرات خارج هذا الإطار لن تؤدي إلا إلى مزيد من التأزيم والتوترات.

في الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمة في السودان، تثبت المملكة العربية السعودية يوماً بعد يوم أنها حريصة على دعم وحدة واستقرار هذا البلد الشقيق. من خلال الجهود الدبلوماسية، والتحركات السياسية، والدعوات للحوار، تؤكد الرياض أن الحلّ يجب أن يكون نابع من إرادة السودانيين أنفسهم، بعيداً عن التدخلات الخارجية أو المصالح الضيقة. يبقى الأمل معقوداً على أن تثمر هذه التحركات عن حل ينقذ السودان من أزمته، ويعيد له الأمن والاستقرار والازدهار.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال