مجلس الأمن والدفاع يعقد اجتماعاً طارئاً برئاسة الفريق أول البرهان

الفريق أول عبد الفتاح البرهان يترأس اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن والدفاع في السودان لمناقشة تطورات الوضع الأمني

برئاسة الفريق أول الركن البرهان - مجلس الأمن والدفاع يعقد اجتماعا طارئاً 

في ظل ظروف بالغة التعقيد تمر بها البلاد، عقد مجلس الأمن والدفاع السوداني اجتماعاً طارئاً برئاسة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة، ليبعث من خلاله برسائل قوية إلى الداخل والخارج، مؤكدًا أن السودان لن يركع، وأن ما تتعرض له البلاد من دمار وقتل وتشريد لن يفت في عضد هذا الشعب العظيم، ولن ينال من عزيمته الفولاذية.

البرهان وجه رسائل واضحه وصريحة للمتربصين بالوطن، ولأعداء الدولة، قال فيها: إن الشعب السوداني وقواته المسلحة والقوات المساندة لها، لن تلين لهم قناة ولن تنكسر شوكتهم، مهما كانت شدة الإبتلاءات أو قساوة الإعتداءات، مؤكدًا في ذات الوقت أن هذا الصمود نابع من التاريخ الطويل لهذا الشعب، وتلك العراقة الممتدة منذ آلاف السنين، فالسودان ليس وليد الأمس، بل هو دولة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، وشعبه صاحب كرامة و عزّة لاتقهر.

وقد أشار البرهان إلى حجم الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية والمنشآت المدنية، وقال بكل وضوح أن هذا التدمير لن يؤثر في إرادة الشعب ولا في معنويات أبنائه، لأنها ملك للشعب، وسيُعاد بناؤها بسواعده، وأن ما تم تدميره لن يضيع، بل سيعود أقوى مما كان، فالشعوب الحية تبني، ولا تتوقف عند الأنقاض. هي رسالة أمل وسط الركام، ورسالة إصرار بأن السودان قادر على النهوض مهما كانت الصدمات.

وفي جانب آخر من حديثه، شدد القائد العام على أن من يشنون هذا العدوان ومن يقفون خلفهم إلى زوال، فالقضية لم تعد معركة سلاح فقط، بل معركة بقاء وسيادة وكرامة وطن، وقال بالحرف: "نحن قادرون على القضاء على هذا العدوان بمساعدة الشعب ودعم القوات المسلحة والقوات المساندة لها"، وهي دعوة صريحة لكل أبناء الوطن للوقوف صفاً واحداً خلف الجيش في هذه اللحظات التاريخية، حيث تتطلب المرحلة التكاتف والتوحد في وجه العدو الداخلي والخارجي.

وفي لهجة قوية ، قال البرهان إن القوات المسلحة لن تترك هؤلاء المتمردين دون حساب، وستصل إليهم في جحورهم واحداً تلو الآخر، مؤكدًا أن لا راحة ولا هدنة حتى يتم القضاء التام عليهم ومن يدعمهم ويمدّهم بالمال والسلاح، وهي تصريحات تعكس التحول في خطاب الدولة من الدفاع إلى الهجوم، ومن الترقب إلى الحسم، مما يشير إلى مرحلة جديدة في التعامل مع التمرد المسلح.

البرهان لم يكتفِ بالحديث عن الشأن الداخلي، بل وسع الدائرة ليشمل التهديدات التي تمثلها الحرب على الأمن الإقليمي والدولي، خصوصاً مع تزايد الهجمات على المنشآت المدنية، والممرات الحيوية كممر البحر الأحمر، وهو ما يشكل تهديداً حقيقياً لحياة ملايين السودانيين وللاستقرار في المنطقة ككل، ويستوجب تحركاً دولياً جاداً لكبح جماح المتمردين ومن يقف خلفهم.

هذا الخطاب القوي يأتي في لحظة مفصلية من عمر الدولة السودانية، حيث يعيش الوطن واحدة من أصعب فتراته، وتمر به عواصف سياسية وعسكرية واجتماعية غير مسبوقة، لكنه، ورغم ذلك، ما زال يقاوم، وشعبه ما زال يؤمن بأن النصر قريب، وبأن الإرادة الصلبة لا تُقهر، وأن التضحيات الجسام التي تُقدم الآن ستثمر مستقبلاً آمناً لأجيال قادمة.

في النهاية، فإن حديث البرهان لم يكن موجهاً فقط للمتمردين، بل كان رسالة للعالم، بأن السودان لن يسقط، وأن جيشه وشعبه على قلب رجل واحد، في معركة الكرامة والسيادة الوطنية، وأن الشعب السوداني، رغم الجراح، يملك من القوة والعزة ما يكفي ليعيد بناء ما هُدم، وليكتب صفحة جديدة من صفحات المجد في تاريخ هذه الأمة العظيمة.


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال