في تطور خطير يهدد الاستقرار في منطقة جنوب آسيا، أعلن الجيش الباكستاني يوم الأربعاء عن مقتل 8 مدنيين، بينهم طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات، في سلسلة من الضربات الجوية التي شنتها القوات الهندية على مواقع داخل الأراضي الباكستانية. وبحسب المتحدث باسم الجيش الباكستاني، الليفتنانت جنرال أحمد شودري، فإن الهجمات استهدفت 6 مواقع في باكستان، وأدت أيضاً إلى إصابة 35 شخصاً وفقدان اثنين آخرين.
الضربات الجوية الهندية ورد باكستاني عنيف
الهجمات التي وصفها مراقبون بأنها الأعنف منذ سنوات، جاءت في أعقاب هجوم مميت نفذته جماعة مسلحة في إقليم كشمير المتنازع عليه، أسفر عن سقوط عدد من القتلى في صفوف الجيش الهندي. ورداً على ذلك، شنت القوات الهندية 24 ضربة صاروخية استهدفت مواقع متعددة داخل الأراضي الباكستانية، ما دفع باكستان إلى إعلان حالة الطوارئ في عدد من الأقاليم، لا سيما في إقليم البنجاب الذي يُعد الأكثر كثافة سكانية في البلاد.
وقد أكد مسؤولون في إقليم البنجاب، الذي يبلغ عدد سكانه نحو 130 مليون نسمة، أن المدارس أُغلقت وتم رفع حالة التأهب في المستشفيات ومراكز الإنقاذ، تحسباً لأي تطورات إضافية. كما أصدر رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، توجيهاً بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي لبحث سبل الرد على هذا التصعيد العسكري.
باكستان ترد: ضربات دقيقة داخل كشمير الهندية
في خطوة انتقامية، أعلن الجيش الباكستاني عن تنفيذ ضربات مضادة استهدفت مواقع عسكرية داخل كشمير الهندية. ونقل مصدر استخباراتي باكستاني أن القوات المسلحة "ضربت ما لا يقل عن 12 هدفاً بدقة عالية"، مشيراً إلى أن الرد جاء سريعاً ومباشراً، وأنه قد تكون هناك جولات أخرى من التصعيد في حال استمرار الاستفزازات الهندية.
وأكدت هيئة الطيران المدني الباكستانية أن المجال الجوي للبلاد أُغلق لمدة 48 ساعة، بينما تم تعليق جميع الرحلات الجوية في مطاري إسلام آباد ولاهور حتى إشعار آخر، في خطوة تعكس حجم القلق من تطورات الأزمة واحتمالية خروجها عن السيطرة.
كشمير: بؤرة التوتر الأبدي بين الجارتين النوويتين
تُعد كشمير السبب الأبرز للتوترات المستمرة بين الهند وباكستان، حيث يتنازع البلدان النوويان السيادة على الإقليم منذ أكثر من 70 عاماً. وقد خاضت الدولتان ثلاث حروب كبرى بسبب هذا الإقليم، آخرها عام 1999. وتسببت الأوضاع المضطربة في كشمير باندلاع أعمال عنف متكررة، غالباً ما تتبادل فيها الجارتان الاتهامات بشن هجمات متبادلة أو دعم جماعات مسلحة.
ردود فعل دولية ودعوات للتهدئة
التصعيد الأخير أثار قلق المجتمع الدولي، حيث دعت عدة دول ومنظمات، بينها الأمم المتحدة، إلى ضبط النفس وتفادي الدخول في مواجهة شاملة. وقد حذر خبراء من أن أي مواجهة عسكرية مفتوحة بين الهند وباكستان قد تكون كارثية، نظراً لأن كلا البلدين يمتلكان ترسانة نووية.
هل تتجه المنطقة نحو الحرب؟
المراقبون يرون أن الوضع قابل للتدهور في حال لم يتم احتواء الأزمة دبلوماسياً. فبينما تصر الهند على الرد على أي هجمات تطال أراضيها، تؤكد باكستان أن أمنها وسيادتها "خط أحمر" لن يتم التهاون فيه. هذا الوضع يضع المنطقة بأسرها أمام خطر الانزلاق نحو نزاع واسع النطاق ستكون له تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي.
إن التصعيد الأخير بين الهند وباكستان يسلط الضوء مجدداً على هشاشة الوضع الأمني في جنوب آسيا، ويؤكد على ضرورة التدخل الدولي لاحتواء الأزمة قبل أن تتفاقم. وبينما تستمر العمليات العسكرية المتبادلة، تبقى شعوب المنطقة هي الضحية الحقيقية لهذا النزاع الطويل الذي لم يجد طريقه إلى الحل حتى اليوم.
الكلمات المفتاحية (Keywords): الهند، باكستان، كشمير، التصعيد العسكري، ضربات جوية، الحرب، شهباز شريف، أحمد شودري، إقليم البنجاب، النزاع الهندي الباكستاني، المجال الجوي الباكستاني.
