السودان يطلق صافرة الإنذار.. "كفى عبثاً!"
في حدث هز الساحة السياسية والإعلامية الإقليمية، خرجت وزارة الخارجية السودانية عن صمتها لتعلن رسمياً عن توجيه دعوات عاجله لعقد اجتماعات دولية وإقليمية طارئة بعد ما وصفته بـ"العدوان الإماراتي" على الأراضي السودانية، وتحديداً مدينة بورتسودان.
السفير حسين الأمين، وكيل وزارة الخارجية المكلف، صرّح بوضوح أن رسائل رسمية أُرسلت إلى:
- رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة
- رئيس مجلس الأمن الدولي
- الأمين العام للأمم المتحدة
- منظمات دولية وإقليمية أخرى
الهدف من هذه الرسائل؟ الضغط من أجل بحث عاجل للتصعيد العسكري الإماراتي، خصوصاً بعد استهداف منشآت حيوية ومدنية.
بورتسودان تحت المجهر
وقال الوكيل بصراحة:
القوات المسلحة السودانية قادرة تماماً على السيطرة على الموقف.. لكننا لا نسكت على هذا النوع من الاعتداءات المُنظّمة.
هل هي حرب وكالة؟ الإمارات والمليشيا المتمردة!
لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل صامتاً بينما تُستخدم المليشيات كأدوات حرب لصالح قوى إقليمية!
رغم التصعيد، أكدت الأمم المتحدة أن وكالاتها لا تزال تواصل العمل من بورتسودان، وأن الأوضاع هناك لا تزال مستقرة نسبياً من الجانب الإنساني.
سلوى آدم بنية، مفوض العون الإنساني، قالت إن حركة المساعدات مستمرة، مما يطمئن قليلاً على الجبهة الإنسانية.
لماذا هذا التصعيد الآن؟
البعض يربط هذه التطورات بتغير موازين القوى داخل السودان، لا سيما بعد سيطرة الجيش على أجزاء واسعة من البلاد، ومع اقتراب الحسم العسكري في بعض الولايات الاستراتيجية.
فهل تخشى بعض القوى الإقليمية من خروج الأمور عن سيطرتها؟ هل الإمارات فعلاً متورطة كما يقول المسؤولون السودانيون؟
الواقع يقول إن الخرطوم بدأت فعلاً في مواجهة مفتوحة مع كل من تتهمه بدعم الحرب والخراب داخل البلاد.
هل يتحرك العالم؟
تبقى الأسئلة الكبرى مفتوحه:
- هل ستلبي الأمم المتحدة دعوة السودان لعقد جلسات طارئة؟
- هل تُدين المنظمات الدولية الهجوم بشكل رسمي؟
- وهل يملك السودان ما يكفي من الأدلة ليُقنع العالم بعدوان إماراتي مباشر؟
في كل الحالات، فإن لغة الخطاب السوداني تغيّرت من التحفّظ إلى المواجهة المباشرة، وربما يكون هذا بداية لتحولات جذرية في طريقة تعامل السودان مع ملفات السياسة الخارجية.
الأيام القادمة ستكون حاسمه، ليس فقط في تحديد حجم التصعيد بين السودان والإمارات، بل أيضاً في كيفية استجابة المجتمع الدولي لهذا التحول الخطير في الملف السوداني.