متابعات: نبض النيل
مذبحة في معسكر زمزم للنازحين: واقع مرير لا يُحتمل
في فاجعة جديدة تضاف إلى سلسلة المعاناة التي يعيشها الشعب السوداني، ارتكبت جريمة جديدة في معسكر زمزم للنازحين في مدينة الفاشر. الوضع في المعسكر لا يُصدق، والدماء تروي أرضه في ظل غياب أي نوع من الرعاية الطبية أو الاهتمام الدولي.
تفاصيل الحادثة: ماذا حدث في معسكر زمزم؟
حسب التنسيقية العامة للجان المقاومة في الفاشر، فقد تم الإبلاغ عن الحصيلة الأولية لشهداء اليوم في معسكر زمزم، حيث بلغ عدد الضحايا أكثر من 320 بين قتيل وجريح، نتيجة الهجمات العنيفة التي استهدفت السكان العزل في المعسكر. وهذا العدد يشمل الشهداء في معسكر زمزم بالإضافة إلى ضحايا آخرين في معسكرات مختلفة مثل معسكر أبوشوك ومدينة الفاشر.
لقد تم حصر عدد من الشهداء حتى الآن، وهناك العديد من الأسماء التي وثقتهم اللجان المتطوعة في المعسكر، وكان من بينهم أشخاص من مختلف الأعمار والأجناس. من بين الشهداء الذين تم حصرهم:
الوضع المأساوي في معسكر زمزم
الوضع في معسكر زمزم أصبح غير قابل للتوصيف. لقد توقفت جميع المستشفيات في المنطقة، وأُغلقت العيادات، كما تم قتل جميع المتطوعين والعاملين في القطاع الطبي. هذا يعني أن الجرحى الذين يحتاجون إلى علاج عاجل لا يحصلون على أي نوع من الرعاية الطبية. حيث يموت خمسة مصابين في كل ساعة بسبب غياب الطاقم الطبي.
أوضاع النازحين في المعسكر أصبحت أكثر بؤسًا مع تفشي الأمراض وقلة الإمدادات الطبية. في هذا الجو القاتم، يتعذر على معظم الأسر الهروب أو البحث عن مأوى آخر بسبب استمرار الهجمات المتواصلة في مناطقهم.
غياب الرعاية الطبية: الكارثة التي لا تنتهي
لم تكن الجريمة المروعة التي وقعت في معسكر زمزم مجرد عملية قتل مباشرة للمدنيين، بل كانت أيضًا بمثابة وفاة مئات الجرحى نتيجة لعدم وجود الرعاية الطبية. مع غياب المستشفيات والكادر الطبي، أصبح المصابون يواجهون موتًا بطيئًا.
في مثل هذه الظروف، يصبح فقدان الحياة ليس فقط نتيجة للرصاص أو القصف، بل أيضًا نتيجة للإهمال الصحي الذي يعاني منه معظم سكان المعسكرات. إن غياب الأدوية والفرق الطبية يعني أن الجرحى يموتون من الإصابات التي كانت يمكن أن تُعالج في ظروف أفضل.
دعوة للتضامن والمساعدة العاجلة
إن الوضع الذي يشهده معسكر زمزم يوضح لنا حقيقة مريرة يجب أن نواجهها جميعًا: أن السلام في السودان بات حلمًا بعيدًا في ظل الأوضاع المزرية التي يعيشها الناس في المعسكرات. إن الصمت الدولي وتجاهل هذه الجرائم يساهم في استمرار معاناة هؤلاء الأبرياء.
من واجبنا جميعًا أن نرفع أصواتنا في وجه هذه المذبحة ونطالب بتحرك عاجل من الجهات الإنسانية، سواء داخل السودان أو على المستوى الدولي، لتقديم الدعم والإغاثة للنازحين في معسكرات مثل زمزم. يجب أن تتوقف الهجمات، وأن يتم توفير الرعاية الطبية والإغاثة اللازمة للمصابين.
الشهداء والمقاومة
في هذا الوقت العصيب، نذكر الشهداء الذين سقطوا في معسكر زمزم ومعسكرات أخرى. إنهم لم يموتوا عبثًا، بل هم ضحايا لصراع طويل الأمد يعاني منه السودان بأسره. لكن رغم هذه التضحيات، فإن المقاومة الشعبية في السودان لا تزال حية. إن شباب السودان، رغم كل ما يتعرضون له من تهديدات وقتل وتشريد، لا يزالون مستمرين في نضالهم من أجل حقوقهم.
إن المقاومة في السودان هي صرخة الحق التي لا بد أن يسمعها العالم بأسره. هؤلاء الشهداء، رغم أنهم ضحوا بحياتهم، إلا أنهم سيبقون رمزًا للنضال والصمود في وجه الظلم.
الصمت لا يرد الظلم
لا يمكننا السكوت على ما يحدث في معسكر زمزم وغيره من مناطق السودان. إن المسؤولية تقع على عاتق الجميع: الحكومة السودانية، المجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية. يجب أن يكون هناك تحرك عاجل لإنقاذ حياة الجرحى ووقف العنف المستمر.
الرحمة والمغفرة لشهداء معسكر زمزم وكل شهداء السودان. اللهم شفاء عاجل لجميع الجرحى والمصابين. والحرية والعدالة لشعب السودان، الذي لن يظل صامتًا حتى ينال حقوقه كاملة.
#زمزم_لن_تقاتل_وحدها
#مافي_مليشيا_بتحكم_دولة
#الفاشر_منبع_الثورة_والصمود
